13 سبتمبر 2025

تسجيل

علم طفلا.. عيد مختلف

11 يوليو 2016

* حظى اليوتيوب (تجربة اجتماعية.. عيد مختلف) والذي طرح سؤالا على بعض اطفال السودان هل يحصلون على ملابس العيد فجاءت ردودهم "لا.. سأقوم بغسل ملابسي وارتدائها وبطرح السؤال على اطفال قطر أجابوا بنعم وبتلقيهم للعيدية" والأطفال على الطرفين ذرفوا الدموع وابكونا معهم لأن المشاعر الانسانية كانت جلية وبرغم ان المقارنة أصلا مفقودة لأسباب يطول شرحها إلا ان الهدف دون شك كان نبيلا ونابعا من احساس بالآخرين إلا ان التجربة لم تحقق الاستحسان من الكثيرين الذين تابعتهم. * الشأن الإنساني دائما حساس وذو محاذير خاصة حينما تكون مادته الأطفال المعدمين والفقراء والمرضى وعادة ما يستقبل بموجة من الاستهجان وليس بعيدا عن الاذهان ذلك المصور الجنوب أفريقي كيفن كاتر الذي حاز على جوائز عالمية عديدة وبرغم ذلك أنهى حياته منتحرا تكفيرا لالتقاط عدسة كاميرته العام 1993 لصورة طفلة جائعة هزيلة ونسر جارح يكاد ينهش لحم جسدها وهي تحبو بحثا عن لقمة الخبز.* في وقتنا الحالي وفي بقاع كثيرة من العالم احسب ان الاطفال ليست اولوياتهم كسوة العيد وهداياه مع تدافع وتيرة اللجوء والضغوطات المعيشية التي تلهب اجساد ضعيفة هزيلة لاطفال فقدوا المأوى والحضن الدافئ والام والأب وتاهت بوصلتهم لمدارسهم وكراساتهم واحبار أقلامهم وباتت بطونهم "تصوصو" جوعا وعطشا وتصطك أسنانهم بردا.. صغار لم يغادروا سنين الطفولة باتوا آلة ضمن تروس دواليب العمل المضنية والتحرش الجنسي واللفظي، سلب اي معنى من معاني فرحة الطفولة والتي لم تستطيع القوانين العالمية والإقليمية والانظمة كبح لجامها.وبرغم فتنة ووهج فساتين العيد هذا الذي يمثل الفرحة والامل للغد المشرق واحياء لسنة المصطفى إلا ان في التعليم كمشروع "علم طفلا" وشبيهاته من مشروعات التمكين الاقتصادي؛ يبقى هو الاجدى والأنفع لا محالة، لذلك لابد للمنظمات الاجتماعية والخيرية من اعادة فلسفتها في العمل وتجديد أولوياتها لصالح التنمية المستدامة وغرس فسيلة تعلم لتعيش والتي هي أصلا ضمن صلب شريعتنا السمحاء.. ولدينا تجربة رغم تواضعها نعتبرها انموذجا يمكن ان يحتذى فمنذ عام 2013 قمنا ومجموعة صديقات قطريات بصيانة مدرسة أساس بمنطقة دنقلا العجوز بالسودان وبحفر بئر ارتوازية وأوصلنا مياه الشرب للتلاميذ وللزرع وعبدنا حوالي 3 أفدنة في محيط المدرسة غرسنا بها ما لا يقل عن 250 شتلة نخيل وفواكه.. وحصاد الأعلاف "البرسيم" لوحده والذي زرع وسط النخيل رفع عن كاهل الاسر الفقيرة الرسوم الدراسية وحققت المدرسة نتائج طيبة وبات هؤلاء التلاميذ يمارسون أنشطة ويبدعون بفنون المسرح والموسيقى والرسم خاصة وأنهم كانوا شركاء حقيقيين مع أساتذتهم والأهل في برنامج (النفير) والذي يمثل احد اذرع فلسفة العمل الاجتماعي الطوعي الذي يغرس روح التآزر والتلاحم واعلاء قيم شركاء لا اجراء.ومن المشروعات التي حققت نجاحا اقليميا واكتسبت سمعة عالمية المشروع القطري (علم طفلا) الذي فعليا سيغير واقع تلك المجتمعات على المدى القريب والبعيد، ومشروعنا المتواضع للتمكين الاقتصادي يستحق فعلا ان يحتذى لأنه اداة للقضاء على الاتكالية والتعلم وحصاده حقق نتائج ملموسة وسط مجتمع لا يستهان بقدراته. المشروعان (علم طفلا والتمكين الاقتصادي) مدارس قائمة بذاتها مع فارق الإمكانيات ودون ان نقلل من تجربة شباب المركز السوداني للعمل الطوعي التي نتمنى ان تنمو وتتطور كمشروع حيوي للفرحة بالحياة وبذل الجهد لتغيير ملامحها للأحسن.همسة: أعطني علما اصنع لك حياة