14 سبتمبر 2025

تسجيل

المهرجان الملائكي

11 يوليو 2015

إن من الحرمان أن يرى الإنسان الكثير من المسلمين يقضون هذه الأيام المباركات المحدودة والفرص النادرة فيما لا ينفع، فتراهم ما بين لاعب بالورق أو أخواته، وما بين الحملقة في شاشات التلفاز ومشاهدة المسلسلات التي أقل ما يقال فيها (وتصدكم عن ذكر الله) والإنسان أحب أم كره لن تزول قدماه حتى يسأل عن عمره فيم أفناه، وإذا أردنا الاحتماء من المسلسلات جلسنا نتسامر في أكل لحوم الناس بالغيبة أو النميمة.(ثم لتقولن لوليه ما شهدنا مهلك أهله...) والله سبحانه يعلم وملائكته الكرام يكتبون (هو أعلم بما تفيضون فيه كفى به شهيداً..) ثم إذا أقبلت العشر الأواخر من رمضان أوصى كل منا الآخر أن تحر ليلة القدر فإنها في العشر الأواخر من رمضان وعلى أصح الأقوال أنها في أوتاره وأخذنا نترصد ليلة القدر التي تقدر فيها الآجال والأرزاق وما يكون في السنة من التدابير الإلهية ونعرف أن الله قال فيها (فيها يفرق كل أمر حكيم)أخي .. أختي نعم أنها ليلة عظيمة القدر والمنزلة عند الله لأن الله أنزل فيها نور السماوات والأرض (فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه وأتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون...) (فأمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا...) وقد نزلت الملائكة تسبحه وما ينزل معها من البركة والرحمة.أنزل القرآن الكريم من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا كل سنة بمقدار ما كان ينزل به أمين السماء جبريل على أمين الأرض محمد صلى الله عليه وسلم وهي أكثر الليالي بركة يكون العبد فيها حاضراً بقلبه بعد أن استعد لها قبل قدومها – يتنعم بأنوار خطاب القرآن الكريم، يجد في هذه الليلة- رفيعة القدر- نسيم القرب من الخلاق العليم ومحبته ولطفه، السميع الدعاء للسائلين الصادقين المضطرين المحبين إنها الليلة المباركة (إنا أنزلناه في ليلة مباركة) والليلة المباركة هي ليلة القدر التي قال فيها: (إنا أنزلناه في ليلة القدر) هذه الليلة المباركة كانت في شهر رمضان (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن) فهذه الليلة بوركت لنزول القرآن فيها الذي هو هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان.نعم إنها ليلة عظيمة بعظمة المنزل فيها فالشهر الذي أنزل فيه والليلة التي أنزل القرآن فيها (خير من ألف شهر) في حياة البشر التي تخلو من هذه الليلة العظيمة لأن حقيقتها تفوق إدراك البشر المحدود فهي ليلة عظيمة بتعظيم الله لها بإنزاله أفضل كتبه على أفضل رسله وإفاضة نوره على الوجود كله وإسباغ السلام الذي يفيض من روح الله على الإنسان والحياة البشرية إنها ليلة (سلام هي حتى مطلع الفجر) إنها تشيع السلام في الأرض والضمير الإنساني (تنزل الملائكة والروح فيها) بالسلام ولكل أهل الأرض أنه جبريل أمين وحي السماء يقود ركب الملائكة المطهرين (الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون) بالسلام الذي نزل في هذه الليلة المباركة أنه النزول والسلام (بإذن ربهم) إنهم يشيعون هذا القرآن فيما بين السماء والأرض في هذا المهرجان الملائكي الكوني المهيب وللاحتفاء والاحتفال بهذا الدستور هبة الخالق العظيم والمشاركة مع الملأ الأعلى الملائكة الكرام بهذا الاحتفال المهيب أمرنا أن نصوم عن الطعام والشراب وقرب النساء في شهر رمضان شهر القرآن لكي نشارك الملائكة في بعض خصالهم فإنهم لا يأكلون ولا يشربون ولا يتناكحون فالتشبه بهم في يوم احتفالهم ومشاركتنا لهم في هذا الاحتفال وخص هذه الليلة بأكبر قدر من التشبه بهم.