19 سبتمبر 2025
تسجيلمشهد آلمنا جداً، ونحن نرى شبابنا وهم في سن القوة والنشاط والبناء، يتجادلون مع فتاة في وسط شارع ما يسمى بالعرب في إحدى الدول الآسيوية حول موضوع ما، ويساومونها وهي تتدلل عليهم. لا ندري حتى الآن إلى متى سيستمر شبابنا في غفلة عن دينهم وتعاليمه وعن الخطر الذي قد يهدد صحتهم، بالإضافة إلى فساد أخلاقهم وتدمير سمعتهم أمام أسرهم وأهل بلادهم مع تلك السلوكيات. ونحن نرى ذلك المشهد خطر على بالنا، الكيفية التي تعمل على جذب شبابنا إلى أعمال ومهن قد تساعد هؤلاء الشباب إلى إدراك تلك الأخطار، بالإضافة إلى توفير الأماكن الترفيهية والسياحية التي يجد فيها الشباب، خاصة الذين مازالوا في سن الزهور التوجه إليها وقضاء الوقت فيها بدل السفر إلى الخارج وإلى المناطق التي تتوافر فيها بؤرة الفساد، والتي تدمرهم وقد تقضي على مستقبلهم كما حدث لبعضهم. إن من واجب الأسرة في المقام الأول توجيه شبابها إلى الصالح من الأعمال، وعدم الموافقة على سفرهم وحدهم، خاصة وهم في سن المراهقة إلى تلك البلاد المفتوحة على مصراعيها للكثير من المفاسد التي قد تجرهم إلى الفاحشة والهلاك. وغرس مبادئ الدين الحنيف وتعاليمه في هذا الجانب في نفوسهم منذ بداية تفتحهم للحياة، وتقع مسؤولية المحافظة على الشباب أيضا على المجتمع، سواء كان مدرسة وقائمين على العملية التعليمية والتربوية أو المؤسسات ذات النفع العام التي يقع عليها عبء التوعية وجذب الشباب إليها للعمل وتحقيق أهداف المحافظة عليهم من خلال إشغالهم في الكثير من الأعمال الهادفة إلى الخير وصالح المجتمع والأمة حتى لا نتركهم للضياع. ولا شك أن وسائل الإعلام والاتصال الحديثة والتواصل الاجتماعي لديها القدرة على التوعية والتأثير على الشباب من خلال نشر الأخطار التي تحدق بهم من خلال اختلاطهم بسلوكيات غير صالحة في البلاد التي يرتحلون إليها، وتوعيتهم بأهمية السفر للتعارف على عادات الشعوب والتعرف على آثارها وأماكن السياحة فيها، بحيث يمكن للشباب أن يعي معنى السفر، وما أروع تلك الرحلات التي تنظمها بعض المؤسسات الاجتماعية لصالح الشباب، والتي تقوم على سياحة ثقافية وتعليمية، بالإضافة إلى الترفيه، وتعمل على بث روح العمل الجماعي والاعتماد على النفس وتعلم مهارات عديدة في صالحهم، وما أروع أن يقوم الأهل بإلحاق شبابهم إلى تلك الرحلات الهادفة التي ترعاها نخبة من الشباب المثقف الملتزم الواعي حتى نستطيع أن نحافظ على زهرة شبابنا من رفاق السوء وبلاد الأسوأ.