10 سبتمبر 2025

تسجيل

تعاطفٌ كذاب

11 يونيو 2024

هل تصدقون إن أخبرتكم أن هناك في الإعلام الإسرائيلي من هو متعاطف مع ضحايا العدوان الإرهابي الإسرائيلي على أطفال وشعب غزة؟! هل تصدقون إن ظهر لكم إعلامي إسرائيلي على منصة إعلامية إسرائيلية رسمية وهو ينتقد الجيش الإسرائيلي على مجازره التي ارتكبها في غزة ورفح والنصيرات تحديدا؟! هل تقتنعون بأن يخرج مذيع أو صحفي إسرائيلي في تلفزيون رسمي لكيانه الغادر وينتقد المجازر التي يرتكبها جيشه ويزعم بأن إنسانيته قد علت شوكتها في داخله جراء رؤيته للمشاهد الدموية لأطفال وشعب غزة الأبرياء؟! إن كنتم تصدقون ذلك فإنني لا أصدق وإن أقسم كل هؤلاء على مصداقيتهم التي لا يمكن أن نصدقها بأي حال من الأحوال !. فأنا يمكنني أن أصدق التعاطف العربي (غير الملموس) تجاه أحداث غزة وأقتنع بتعاطف العالم الإسلامي (غير المقنع) أمام العدوان الآثم الإسرائيلي على القطاع، لكن أن يخرج إسرائيلي يتباكى على شهداء غزة فهنا يمكنني القول بأن إسرائيل لم تفقد إنسانيتها التي لم تمتلكها يوما وإنما تعبث بمفهوم الإنسانية التي بكى لمشاهدها الحجر قبل البشر في العالم الذي رقت قلوب الشعوب على متنها ولم ترق قلوب الإسرائيليين على الأطفال الذين قتلوهم ويقتلونهم بدم بارد وما زالوا يخططون لقطع نسلهم من أرضهم ووطنهم ولا يُعنى لي أن تخرج عائلات الأسرى الإسرائيليين الذين تقتلهم قوات جيش الاحتلال بصورة عشوائية لتروية ظمئها من القتل والدم تنتقد سياسة نتنياهو الحربية في غزة لأنني أعلم بأن كل هذه العائلات لو اختلفت المناسبة لأيدوا قتل أهل غزة وبكل وحشية ودموية ورأينا كيف تتم فصول إشباع نفوس صغارهم من المدارس بقتل الفلسطينيين وتعليمهم على السلاح والقتل ونبذ كل ما هو فلسطيني على أرض يزرعون في عقول وقلوب صغارهم بأن الأرض لهم والتاريخ العريق لدولة إسرائيل إنما أتى الفلسطينيون ليشوهوه ويقتلعوا جذور بني إسرائيل منه ومن أرض فلسطين المباركة، لذا لا تخبروني عن أي تعاطف إسرائيلي مع شعب غزة حتى ولو كان لعائلات الأسرى الذين لو لم يكن لدى حماس أبناؤهم لوجدتهم متطوعين في الجيش الإسرائيلي يقاتل الفلسطينيين ويقتلهم واحدا واحدا، طفلا كان أو امرأة وشيخا هو أم رجلا يافعا. لا أخفيكم فأنا اليوم ورغم انهماكي في عملي الذي لم ينته موسمه الرياضي لكوني أعمل في المجال الرياضي، ما زلت منهمكة أكثر في تتبُّع ما تخلّفه كل مذبحة إسرائيلية بحق أطفال ورُضَّع وشباب ونساء وشيوخ، لا سيما القنوات الإسرائيلية التي أحاول من خلالها استقراء النفس الإسرائيلية البشعة التي جعلت من الإعلاميين منهم ومن يقال إنهم مفكرون وأصحاب رأي يدعون جيشهم للإبادة الجماعية بحق أهل فلسطين كلهم أن يستهدفوا الأطفال منهم كي لا يكبروا على فكر المقاومة وإن هناك احتلالا يجثم على قلوبهم منذ أكثر من سبعين عاما هو تاريخ هذا العدو الذي يجب أن يظل عدوا في مفاهيم أجيالنا التي يجب أن تكبر على هذا المفهوم أمام كل المفاهيم المنحرفة التي يغذون بها صغارهم من المهد وحتى يكون في صفوف جيشهم المحتل والمختل معا. ولا يجب أن أصدق في الوقت نفسه أن يتعاطف أحد أمام صورة استوقفت العالم بأسره بالأمس لمشهد طفل كان يأكل في منزله المتهاوي من مخيم النصيرات وقصفته إسرائيل حتى قبل أن يبلع لقمته الجافة ويتداول العالم صورة وجنته الصغيرة تحتفظ باللقمة التي لم يكملها. فكيف بالله عليكم تريدون أن نصدق أي تعاطف إسرائيلي غادر من هذه المشاهد التي لا تزال تجعلني أبكي بحرقة ولكن دون فائدة من تعاطفي أنا أو أنتم من كل هذا ومن بيدهم التغيير والحل والربط في أسر ورهن قراراتهم الواهية وتعاطفهم الذي أستطيع أن أصفه بالباهت جدا.. جدا.. فحسبنا الله ونعم الوكيل وكفى !.