10 سبتمبر 2025

تسجيل

العظمى من أحبت شعبها وأحبها

11 يونيو 2020

كان الخبر كما نشره موقع قناة (العربية)، والتي أعتبرها سعودية الهوية، إماراتية المنشأ، وعنصرية النهج الذي تطرحه ضد قطر، هو: (خالد بن سلمان: نشكر بريطانيا على إرسال قوات عسكرية ومنظومات دفاعية للمملكة)!. قد يبدو خبرا وتصريحا عاديا لأي دولة تبرم اتفاقياتها مع أي بلد كان، بناء على العلاقات الوثيقة التي تربط بين البلدين، أو على مستوى التمثيل الدبلوماسي بينهما، الذي يفرض عليهما هذا التعاون البناء، وفي هذا أمر لا يختلف عليه اثنان، لكن أين الخطأ في هذا كله لا سيما حين يتعلق الأمر بالسعودية؟!، إنه في الوقت الذي استعانت فيه الرياض بقوات من الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا وفرنسا وماليزيا واليونان وباكستان، وجلبت مرتزقة أشاوس من السنغال، لحماية أراضيها وتأمين حدودها من 100 حوثي يستحلون الحدود الجنوبية لها، لكن وفي المقابل فإن السعودية العظمى لم ترض أن تقبل بنفس هذه الاتفاقيات العسكرية التي عقدتها مع دول كثيرة لدولة قطر، فكان الاتفاق القطري التركي العسكري الوبال الذي لا تنام منه الرياض!، فهل بات حلالا على السعوديين أن يعقدوا هذه الصفقات التي لا تخلو أي دولة مهما كان ثقلها السياسي والاقتصادي والعسكري منها، وأصبح حراما على الدوحة أن تتخذ نفس الخطوة التي تعد حقا من حقوقها وتدخل ضمن سيادتها الداخلية؟!، وهل خرجت فتوى تبيح التعاون العسكري مع لندن بينما صدرت أخرى تحرم التعاون العسكري مع أنقرة؟!، عجبا لأمركم في هذا!، فالمشكلة أن الرياض وأبوظبي والمنامة واللاتي قدن حصارا مستمرا على قطر منذ ثلاث سنوات، قمن على التبعية في أمورهم، فالمنامة منقادة كليا للسعودية، والأخيرة لا تمانع اليوم أن تكون تابعة للإمارات، بينما تتبع أبوظبي كل مسلك فيه هدم للمنظومة الخليجية وبناء لمصالحها داخلها، وإن كنت أشك أن يكون محمد بن زايد قد يريد أن يبقي على أي ركن بهذه المنظومة المتفككة شيئا صالحا فيها، ولذا كان من الطبيعي أن ترى هذه الدول استقلالية قطر ورفضها لأي تبعية كانت لأي دولة، من الأمور المحرمة والجديدة، وجاء التعاون العسكري القطري التركي ليكون شعرة لم تقصم ظهور هذه الدول فحسب، وإنما هزت عروشهم الكرتونية التي لم تقم إلا على التخطيط والمؤامرات ضد دولتنا العزيزة، فماذا يعني أن تتعاون قطر مع تركيا عسكريا وهي العضيد الذي وقف بجانبنا فور إعلان الحصار على قطر؟!، فأمدتنا بالغذاء والدواء، واستنكرت الحصار وأدانته علنا في الوقت الذي تخفت فيه بعض الدول العربية والأوروبية وراء ستر المجاملة والمراوغة، واليوم فإن العلاقات القطرية التركية تشهد تحولا ملموسا نحو الأفضل، الأمر الذي نعلم أنه لا يرضي دول الحصار، التي جعلت من أهم شروط الجلوس على طاولة الحوار ورفع الحصار، هو تفكيك هذه العلاقة المتينة مع تركيا، وكأن الأمر يجب أن يبدأ كما يحلو لقطر وينتهي بما يشبع رغبات هذا الحلف الثلاثي غير المنطقية!. اليوم تبني السعودية علاقاتها المشكوك بمتانتها، بعد حوادث كثيرة كان اسم محمد بن سلمان يسيء لشخصه ولبلاده ومنصبه فيها، لكنها بالتأكيد قائمة على المنفعة والمال معا، ونحن اليوم أيضا نتخلى عن إسدال ثياب ليست بثيابنا القطرية، سعودية كانت أم غيرها، ونرفض أن يختار أي أحد ويفصل لنا ما نرتديه، سواء بعلاقاتنا الخارجية ومواقفنا السياسية المعلنة، أو بسير سيادتنا الداخلية التي تخص قيادة دولة قطر وحدها، وبات هذا الأمر واضحا لنا ونسير وفقه، لكن للأسف يظل الآخرون غير متقبلين فكرة السيادة الواحدة، ويظنون أن الخليج إنما يقع تحت سيادة (العظمى) فيه مساحة ومترا مربعا!، بينما الواقع أن من يغني شعبه ويجعل ولاء رعيته نابعا من قلوبهم محبة فيه لا من خوفهم من منشار في يديه هو العظيم الكريم، فهنيئا للعظيم سمو الأمير تميم بن حمد محبة ما بعدها محبة. ابتســــــــام آل سعــــــــد [email protected] @ebtesam777