13 أكتوبر 2025

تسجيل

غايتهم حتى تتّبع ملّتهم!

11 يونيو 2019

يقول أحد الكتاب: دفع الخليج 54 مليار دولار لإسقاط صدام حسين فأصبح العراق حليفاً لإيران، وبعد سنوات دفع الخليج عشرات المليارات لإسقاط حزب الله اللبناني فأصبحت ثلاثة أرباع لبنان حليفة لإيران، ودفع الخليج أو بالأحرى السعودية وحليفتها الإمارات عشرات المليارات لإسقاط أردوغان فأصبحت تركيا حليفة لإيران، ودفعت السعودية والإمارات مرة أخرى عشرات المليارات من الدولارات لمحاربة قطر وحصارها فاضطرت الأخيرة إلى التقارب مع إيران، ودفع الخليج المليارات لإسقاط الحوثيين في اليمن فأصبحت ثلاثة أرباع اليمن حليفة لإيران، ودفع الخليج المليارات لأمريكا لإسقاط اتفاقية البرنامج النووي الإيراني فأصبحت الدول الأوروبية حليفة لإيران!. وصرّح أحد وزراء الاتحاد الأوروبي أن العرب يشكلون 5% من سكان العالم ويشترون 50% من سلاح العالم والنتيجة هي أن 60% من اللاجئين في العالم هم من العرب!. بات من المؤكد أن تفشي الظلم والفساد والطغيان في دولنا العربية هو ما جعل أمتنا تتذيل العالم وتتفوق عليهم في معدلات التخلف والبطالة والفقر والأمية. وإن أردنا أن نتكلم عمّا يحدث في الخليج فإننا نرى العجب العجاب، وكيف آلت إليه هذه المنظومة الخليجية التي كان يعوّل عليها عشرات الملايين من شعوبها إلى هذه المرحلة الخطيرة من الانقسام والضعف في ظل هيمنة دولتين على قراراته والخوض به في مغامرات خطيرة من الواضح أنها تسير بها إلى نفق مظلم ونتائج وخيمة لا تحمد عقباها. الكل يعلم بأن منظمة مجلس التعاون الخليجي أُنشئت لمواجهة المخاطر الإقليمية المحدقة بها وأبرزها اعتلاء ملالي إيران لسدة الحكم فيها ورفعهم لشعار تصدير الثورة وما يشكله من مخاطر على أمن وأمان المنطقة، لذلك كان الصراع يُدار بحكمة وحنكة زعماء الخليج في ذلك الوقت والذين اتفقوا على أنه ليس من الحكمة مجابهة إيران وإشعال نار الحرب معها لما فيه من أضرار وخيمة قد تتكبدها كل الأطراف، ومن أجل ذلك كان آخر مصد وحاجز يمنع أي خطر إيراني نظام صدام حسين الذي شكّل حامياً للبوابة الشرقية ليسقط هذا الجدار بعد احتلال دولة الكويت الشقيقة وتُحتل العراق من قبل الأمريكان الذين سهّلوا دخول النفوذ الإيراني إليها عبر مرجعياتهم الدينية وخلاياهم، حدا ذلك دول الخليج إلى اتباع استراتيجية جديدة تُحجم من قوة إيران وتُضعفها لكي لا تشكل خطراً عليها، ولكن سرعان ما أخذت رياح العواصف تجنح بمركبنا الخليجي إلى مرحلة نهاية حلفها وتعاونها ووأد حلمها في قيام اتحاد خليجي واحد بعد أن سيطرت مطامع طغاتها على عقولهم لنصل إلى ما نحن عليه من تفرق وضعف لاسيما بعد مرور عامين كاملين على حصار دولة قطر وتخبط دول الحصار الذي أدى إلى تزايد نفوذ من يسعون لإسقاطه في ظل انشغالهم في التقرب من أمريكا ومحاربة بعضهم البعض للفوز بنيل رضا سيدهم ترامب!. ذكرني وضع دولنا الخليجية بتغريدة للداعية السعودي عبدالعزيز الطريفي فكّ الله أسره والتي يُقال إنها سبب اعتقاله حين قال: يظن بعض حكام الخليج أن تنازله عن بعض دينه إرضاءً للكفار سيوقف ضغوطهم، وكلما نزل درجة دفعوه أخرى، الثبات واحد والضغط واحد، فغايتهم حتى تتبع ملتهم!. فاصلة أخيرة البيانات الختامية للقمم الثلاث التي عُقدت في مكة نهاية شهر رمضان تعكس كيف أن أمريكا وإسرائيل حاضرتان في تفاصيل نقاطها، وأن الدولة المضيفة ليست إلا متلقي تعليمات لتنفيذ أجندة لا تخدم إلا مصالح أسيادها، وإيران التي صدّعوا رؤوسنا بها ما هي إلا شمّاعة يُعلقون عليها مبرراتهم وطموحاتهم لمستقبل الشرق الأوسط الجديد!. [email protected]