15 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); مُحَمَّد بن المستنير أَبُو عَليّ النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ الْبَصْرِيّ مولى سَالم بن زِيَاد الْمَعْرُوف بقطرب، أحد العلماء بالنحو واللغة والأدب. سُمي قطربا لأنه كان يبكر إلى أستاذه سيبويه قبل حضور أحد من التلامذة للأخذ عنه والقراءة عليه، فكان لا يخرج لصلاة الصّبح إلاّ رآه على بابه، وكذا عشيّة، فقال له يوما: ما أنت إلا قطرب ليل، والقطرب دويبة تدبّ ولا تفتر؛ فلقب بذلك. قال فيه المبرّد: أحفظ من أخذ عن سيبويه الأخفش، ثم الناشي، ثم قطرب. أخذ النحو عن سيبويه وأخذ عن عيسى بن عمر وجماعة من علماء البصرة، وأخذ عن النظام المتكلم إمام المعتزلة، وكان على مذهبه. ولما صنف كتابه في التفسير أراد أن يقرأه في الجامع فخاف من العامة وانكارهم عليه لأنه ذكر فيه مذهب أهل الاعتزال، فاستعان بجماعة من أصحاب السلطان ليتمكن من قراءته في الجامع. واتصل قطرب بأبي دلف العجلي القاسم بن عيسى العجلىّ صاحب الكرخ وأدب ولده. وكان ابنه الحسن بن قطرب يؤدّبهم فيما بعد. نزل قطرب بغداد، وسُمِعَ منه بها أشياء من تصانيفه، وروى عنه محمد بن الجهم السِّمَّرِيُّ، وكان موثقا فيما يحكيه. وقد أخذ عنه ابن السكيت. ترك قطرب للمكتبة العربية مجموعة من المصنفات المتنوعة في اللّغة والنّحو، والعروض، ومعاني الشّعر وغيرها، منها: كتاب (معانى القرآن) لم يسبق إلى مثله، وعليه احتذى الفراء، وكتاب الاشتقاق، وكتاب القوافي، وكتاب النوادر، وكتاب الأزمنة، وكتاب المثلث، وكتاب الفرق، وكتاب الأصوات، وكتاب الصفات، وكتاب العلل في النحو، وكتاب الأضداد، وكتاب خلق الفرس، وكتاب ما خالف فيه الإنسان البهيمية الوحوش وصفاتها، وكتاب خلق الإنسان، وكتاب غريب الحديث، وكتاب الهمز، وكتاب فعل وأفعل، وكتاب الردّ على الملحدين فى تشابه القرآن وكتاب غريب المصنف. ويعد كتابه(المثلث) من أشهر مصنفاته، وهو أول من وضع المثلث في اللغة، وكتابه وإن كان صغيرا، إلا أن له فضيلة السبق، وبه اقتدى عبد الله بن السيدالبطليوسي، وكتابه كبير، وللخطيب أبي زكريا التبريزي مثلث كبير أيضا. توفي أبو علي ببغداد سنة ست ومائتين، رحمه الله تعالى.