27 أكتوبر 2025
تسجيلما تتعرض له مدينة القدس من تهويد وطمس للهوية وانتهاكات يومية على أيدي الاحتلال الاسرائيلي مسألة باتت تنذر بخطر داهم ليس على القدس فحسب بل على الأمن القومي العربي المهدد بكامله، فما يجري اليوم في القدس والمسجد الأقصى القبلة الأولى للمسلمين، ومعراج النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى السماء يستوجب رفع الصوت الى اعلى المستويات خاصة ان الاحتلال عمد مؤخرا الى طمس الهوية الاسلامية وبالاخص التعليم بفعل ما تمارسه سلطات الاحتلال من تهويد وتدمير المرحلة التعليمية من خلال وزارة المعارف الإسرائيلية التي تضخ أموالا ضخمة في محاولة لتغييرالمناهج والأسس الفلسطينية. وفي ظل استمرار الوضع على ما هو عليه من الصمت العربي، سيزداد التعنت الاسرائيلي ويستمر في افعاله الاجرامية وهذا ما نبه اليه مؤخرا الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة السفير محمد صبيح تعقيبا على الدعوات التي وجهتها منظمات الهيكل المزعوم واقتحام جماعي للمسجد الأقصى بمناسبة الأعـياد العبرية، واتهم الحكومة الإسرائيلية اليمينية بأنها حكومة عنصرية تتملكها أوهام بأنها تستطيع أن تقيم الهيكل المزعوم في العامين القادمين. قال صبيح ان على العالم العربي بصفة خاصة ان يدرك ان القدس خط أحمر، موجها نداء إلـى جميع المسؤولين العرب، والأحزاب الدينية، والهيئات، والمؤسسات الإسلامية والمسيحية، بأن القدس تتعرض لخطـر شديد يستهدف تهويدها وتغيير معالمها الإسلامية والجغرافية مما يستوجب تحركا واعيا وسريعا حتى نستطيع وقف هذه المهزلة. إصرار الصهاينة الاستيلاء على المدينة وطمس معالمها الإسلامية، وحفر الأنفاق الكثيرة تحت المسجد الأقصى، وهدم بيوت المسلمين فيها، والعمل الدؤوب على تهجير أهلها وطردهم منها، والإعلان المتكرر بادِّعاء القدس العاصمة الموحدة والأبدية للكيان الصهيوني ليدلل على تمسك أولئك المعتدين الغاصبين بمخططاتهم التي أرادت أن تؤسس لدولة يهودية في فلسطين، وندلل كذلك على هذا الاصرار ما قاله ابن غوريون قديما (لا معنى لإسرائيل بدون القدس ولا معنى للقدس بدون الهيكل). إن الذي أغرى اليهود في عدوانهم على القدس هو هذا الصمت الرهيب من الأمة بكل فئاتها، مما أدى لتسلط الإدارة الصهيونية وتفرغها لتهويد القدس عن طريق هدم المسجد الأقصى وإنشاء الهيكل المزعوم مكانه، وهذا الصمت ستكون ضريبته فادحة حيث ما يجري اليوم يُحمِّل جميع المسلمين وفي مقدمتهم علماء الأمة مسؤولية شرعية وتاريخية تستوجب الصدع بالحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونبذ جميع أشكال العلاقات أو التطبيع مع الكيان الصهيوني. لبيت المقدس والقدس فضل كبير ومكانة في نفوس المسلمين وعلى ولاة أمر المسلمين الوقوف مع إخوانهم الفلسطينيين والتعاون معهم، ونصرتهم لانهاء الاحتلال الظالم لان ما يجري قي القدس اليوم إجرام وظلم وبغي في حق القدس والمسجد الأقصى وأهل فلسطين. لبيك يا قدس، فهل من مستجيب وسلامتكم