14 سبتمبر 2025
تسجيلأصبحنا رغم مانمر به من نهضة اقتصادية وتنموية وثقافية وفكرية رفيعة المستوى وتسير بنا فى تيار يشابه سرعة البرق فى السنوات الأخيرة وبصورة أصبحت قطر حديث العالم بأكمله عما يحدث بها من نقلة شاملة فى كل اتجاهاتها وآفاقها من سلسلة التغييرات الخارجية التى طرقت كافة الأبواب الأسرية والمجتمعية وسواء رغبنا أم لم نرغب فى هذه النقلة فهى سائرة رغم عنا لأنها تسير مع ساعة عالمية فلابد من مواكبتها بالشكل الذى تخترقه فأما نلحق بهذه العجلة السريعة أم لا، فنظل محطك سر ومايبقى سوى الفجوة مابين مانحن عليه ومايحدث حولنا من حلقة التغييرات والتى أصبح الكثير منا ليس بقادر على استيعابها ومواكبتها بالشكل الذى تريده هذه السرعة، والمشكلة تكمن هنا وهى ليست فى هذه التغييرات فقط ولكن هناك مشكلة أخرى أصعب منها ومرتبطة بها ارتباطا وثيقا يحتاجه كل منها فى حياته وسواء كان على مستوى الأسرة أو العمل أو المجتمع وهى القائد أو القدوة الناجحة التى تساعدنا فى النهوض بالتغيير المفروض علينا، فرض لا مفر منه، وكيف نسير ونأمل ونرغب بمايريده هذا التغيير ويوم عن يوم يأتى التغيير ونفتقد القائد فى حياتنا سواء بالأخلاق أو العلم والمعرفة والخبرة والإدارة والقيادة ولوتركنا باب الأسرة فنجد العديد من حالات الطلاق والانفكاك الأسرى والأسر المنهارة نفسيا واجتماعيا واقتصاديا وتجد عائق المسؤولية فى الغالب من الأبناء على اكتاف المرأة وتتحمل كل مسؤوليتهم وتحاول أن تسد احتياجاتهم بشتى الطرق وربما تكون المرأة على قدر من الكفاءة وربما محدودة الفكر والثقافة وربما كثرة الأعباء عليها غير قادرة على تحمل كل الأعباء ومواكبة كل التغييرات التى تسير من حولها وربما وجود الأسرة من الزوجين ولكن تحت مظلة الانفكاك الأسرى وغياب دور أحد الوالدين عن دورهم ومسؤوليتهم الفعلية سواء بعدم وجوده فترة طويلة خارج المنزل أو لتدنى فكره وأخلاقه ومن الضحية هنا فى غياب القدوة وهم الأبناء فى نموذج يحتذى به ينهض بفكرهم ورقيهم فى المراحل الأولى للتربية وأساسيتها وإذا ألقينا الضوء على عميد كل أسرة فى كل عائلة حتى يناقش همومها ويكون لكل فرد مشكلة عائلية أوعملية يناقشها معه من خلال مجالس كبير العائلة فحدث ولاحرج فاذا انحل العديد من المجالس وأصبح معظمها الموجودة حاليا تأخذ الشكل الترفيهى والتجمعات الفكاهية وخرجت عن المضمون فى الماضى وفقدت العديد من الأسر المرجعية لعميد أو كبير العائلة وأصبح كل منهم ملكا لقرار نفسه ومن الضحية الأبناء فى القدوة وإذا نظرنا إلى أحوال المؤسسات التربوية فللأسف افتقدنا العديد من النماذج والعقول التى كانت تتقاسم العملية التربوية مع الأسرة والنموذج الذى يرسخ فى أذهان الطلاب والطالبات بفكره وعلمه وخبرته والآن أصبحنا مانسمع غير العديد من العبارات التى أضاعت هيبة المعلم مابين الطالب والمدرس والأسرة وخرجنا من الهدف العام الذى نأمل إليه إلى دمار من نوع آخر من التغييرات السائدة بشكل غير متوقع من الاستفادة من هذه التغييرات والتى لو كنا استغلناها بالشكل المأمول لاختلف حال مجتمعاتنا مائة درجة ولوتطرقنا إلى الجهات الحكومية بالدولة فأصبح الواقع مؤلما للغاية فبعض هذه الجهات يفتقد فيها العاملون بها إلى نماذج تثيرى فكرهم وتنير بهم إلى الارتقاء وتنمية مهاراتهم الشخصية وصقل مواهبهم من خلال الاحتكاك المباشر مابين العاملين والمسؤولين بهذه الجهات ولكن مايحدث فى الفترة الأخيرة من انعدام هذه النماذج سواء بالأخلاق أو العلم والخبرة وأصبح من يتولى هذه الأماكن أشخاص تحكمهم المصالح الشخصية أكثر من المصلحة العامة لهذه الجهات ومن هنا خلقت فجوة أكبر مابين المسؤول والموظف وأصبح الأمر فى صدام لامفر منه وخرج من خطة التطوير والنهوض بوجود قائد وإدارى ناجح ينهض بالجهة فى ظل التغييرات التى ينبغى أن تسير بها هذه الجهات إلى تخبطات شخصية ماتنتهى وفى الغالب وجميع الأحوال فالمسؤول على حق لأنه يمتلك كل الصلاحيات فى يده وهناك كل مايطيب من أجلك أيها الموظف وحتى وان كنت على حق، وتمتلك كل الشهادات والخبرات، ومنها كيف ستنهض هذه الجهات، ولو طرقنا باب النماذج الاعلامية والوجوة التى نتصفحها كل يوم بوسائل الاعلام المختلفة، والمتحدث الرسمى لكل جهة والتى إذا تحدثت عن اسم الجهة فيقول لك المتحدث باسمها فلان وتكاد تكون هذه الجهة بها أكثر من خمسمائة أو أكثر من الموظفين والمسؤولين، ولكن شخصا واحدا ينوب فى الاعلام وهو المتحدث الرسمى لها بأخلاقه ومثله العليا وفكره وخبرته اللامحدودة ولدرجة وهو يتحدث يشعرك بكلامه بأنك فى المدينة الفاضلة وليس بدولة قطر وعدد سكانها محدود كقطريين وكل منا يعرف الآخر أشد المعرفة ويعرف هذا الشخص على المستوى الشخصى وتعامل معه ويعرفه حق المعرفة، ويعرف حجمه الفكرى والأخلاقى، ولكن بعد ماتم سرده هنا فكيف سننهض بالتغييرات التى تطاردنا رغما عنا ومازال نبحث عن ربان السفينة التى تنهض بنا إلى بر الأمان والسلامة ونأمل أن تظهر شمس الغد وتحمل معها نماذج ناجحة همها قطر وليست أنفسهم.