11 سبتمبر 2025
تسجيلوعدت في ختام مقال "مكافحة الفساد" تناول قضية أجلتها الاسبوع الماضي لطرق ما حفل به الوطن من أحداث عصرت قلوبنا جميعا تعزينا فيها ويتوجها بلا شك نخوة القيادة والحكومة ولحمتنا وتآخينا ووحدتنا جميعا في قطر في عقد فريد. بداية أحب أن أقدم خالص شكرنا وتقديرنا لسعادة رئيس هيئة الرقابة الإدارية والشفافية رئيس لجنة التحقيق في حادثة حريق فيلاجيو، على مستوى المتابعه ومعدل الإنجاز المتحقق والذي نم عن المهنية العالية في التعامل مع الحدث وثقتنا الكبيرة بدور إدارته في الخطط الوقائية والتنفيذية المنوطة بالهيئة. وأوجه عتبا وأسدي رأيا حسب وعدي بإلقاء الضوء على أحد سلاسل غياب الرقابة وأعني بها رقابة ديوان المحاسبة في قطر المنشأ منذ عام 73 والذي ينظم اختصاصاته القانون رقم (4) لسنة 1995 والذي بلا شك كان لصمته وتراجع دوره أثر في تسيب عدد من الأجهزة والمشروعات، هذا فضلا عن غياب رقابة الأجهزة المختصة لما يندرج ضمن نطاق اختصاصاتها والذي لا يخليها من المسؤولية الادارية والقانونية. مهنيا اليكم نموذجا، وقد آثرت أن أعزز مقالي هذا بالصور فالمدارس الإعلامية علمتنا ان "الصورة لا تكذب" فالتقطت عدستي عددا منها لمستشفى الوكرة الجديد في دولة قطر الذي أجل افتتاحه الرسمي الى اجل غير مسمى في الوقت الذي تنتظر الانتفاع بخدماته أمّة من الناس في كل مناطق الجنوب في الدولة بمن فيها مرتادو منطقة سيلين وطريق مسيعيد الخطير ذا الحوادث المتكررة والتدفق الواقع ايضا من طرق البر والخرارة وابو سمرا والثمامة الجديد فضلا عن سكان مناطق الوكرة والوكير والمشاف ومسيعيد. ظننا بأن المشاريع الصحية — بما أنها إنسانية بحتة — فإنها بلا شك ستخلو من أي منافذ للإهمال فاكتشفت انه تفكير مثالي او سطحي ولكم ان تقرروا أو تحللوا نماذج من الصور المرفقة. مستشفى الوكرة الجديد... مٌنينا بافتتاح المستشفى بتاريخ 1 أبريل،2011 وتأجل مرة أخرى الى سبتمبر 2011، ثم أجل أخرى الى ابريل 2012، ولكنه تأخر عن كل الوعود ونحن جيرانه لا نعلم لم أُجّل افتتاحه، ولم لم يخرج أحد المسؤولين في مؤتمر صحفي ليشرح لنا كجمهور أنه مع إغلاقه منذ وعود افتتاحه حوى عيادتين تمت مباشرة أعمالهما على استحياء مع عنبر او اثنين من العنابر للمرضى الداخليين بين الردهات المظلمة ونصف المغلقة لتطبيبنا وخدمتنا بين ركام غبار إعادة التأهيل " للمستشفى الذي اطلق عليه البعض في الصحف ممن رأوه من الخارج فقط مسمى "منتجعا" من شدة اعجابهم وانبهارهم بالمبنى. مبنى معماري رائع يستحق الإشادة والشكر و"الّلهم لاحَسَدَ" لأهل الوكرة والوكير أو كما يقول اخواننا المصريون "خَمْسَة وخْمِيسَةْ"على أفضل منتجع طبي تنعم بالوصف حقا بتصميمه الجميل وحديقته الرائعة الممتدة التي لا تحتاج نظرا لسعتها وجمالها إلا لورود وزهور اضافية، ونظرا لطرازه المعماري الفريد ومداخله الذي تنعمنا بما اقتبسه حقا من القول: يا أهل الجنوب "لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من ابواب متفرقة" لتعددها وسلاسة مخارجها على امتداد منافذ موقع المستسفى خارجيا فيما يسرته من انسياب رائع. ولكن ما كان يغني عن مصممي ومنفذي مشروع المستشفى الممثلين في الصورة ادناه " مؤسسة حمد الطبية، أشغال، السلام، وشركة كيو انترناشيونال كونسلتنس KEO "إلا حاجة في نفس من في نفسه قضوها" تلك التي عزفت على نغمة المستخدم العربي الذي تغريه المناظر لا المخابر، والمبنى حقا رائع ولكن ما ان تسبر اغواره حتى تعتريك الدهشة من مستشفى لم يفتتح بعد ليخضع لأعمال صيانة كبيرة أو إعادة تصميم. حيث تم الاكتفاء بالإعادة التأهيلية للبهو وللواجهة فقط لا غير التي قيل انها ازعجت الوزير المختص عند اكتشافه وخيبت آماله بمستوى الهندسة الداخلية وتشطيبات المستشفى وكأن مهندسيه ومتابعيه واداراته المعنية كانت غائبة عن بعض عملها ومتابعاتها الاستشارية المنصوص عليها في العقد طوال الوقت. المبنى الداخلي مقابل الصرح الخارجي وَيْ!.... كأنهم يقفون عليها لأول مرة والمتعارف عليه ان العقود الإنشائية والهندسية ذات مراحل ودفعات لا تسلم دفعة واحدة يتابعها استشاري مختص والذي يفترض ان تلازمها شركة استشارية فنية للمواصفات الخاصة بالشؤون الطبية حتى تنجز كسابقتها بكل المعايير المهنية والفنية ومن ثم المالية!! والتي يتبادر للرائي بأنها وربما نفذت بأعمال متفرقة من خلال مقاولي الباطن في السوق المحلي الذين يعملون بالدولة دون صفة قانونية. فمنْ يُحاسِب مَنْ هُنا؟ علماً بأن جهتين حكوميتين ضالعتان في أعمال المشروع، والمتابعة الدقيقة له، هما "الصحة (مؤسسة حمد الطبية) وأشغال" ومن خلال رقابة ديوان المحاسبة على المناقصات والعقود وعضويته كمراقب في لجانها المختلفة ايضا. وحيث إنه لا يمكن إعادة التصميم الداخلي والتشطيب له كاملاً، نظراً للتكاليف الإضافية الباهظة المتوقعة خارج حدود "المناقصة" فقد تم الاكتفاء بعنوان الكتاب — أعني مدخله — لتوازي في عين الناظر تكافؤاً بين المدخل على الأقل والحديقة الغناء التي تصلح لأن تكون حقاً منتجعاً سياحياً، وممشىً لأهالي المدينة، أو علّها تُضَمُ لما خطط له سابقاً في معرض تطوير مدينة الوكرة، الذي نظمته هيئة التخطيط العمراني في معارض قطر عام 2008 من أن المنطقة الخلفية للمستشفى بين الوكرة والوكير ستضم حديقة للحيوانات "سفاري"، وربما صار المستشفى "سفاري" مثلها. لن أتحدث عن حجم غرف المستشفى فهي جيدة ووافية وكبيرة، ولكنها توازي المثل الشعبي القائل "البيوت مكبّرة والأحوال مستّرة"!! ليت التنفيذ الداخلي للمستشفى وافق على الأقل مواصفات مستشفى حمد العام، المبني منذ ثلاثة عقود في اتساع ممراته وحجم مصاعده ومواصفات ونوع المواد المستخدمة في أرضياته وجدرانه فنياً وطبياً، فالممرات ضيقة والدهاليز كثيرة علها تجد منافذ للطوارىء في حال وقوع أي حادث لا قدر الله.. أما مستوى التنفيذ فالشقوق وأنواع المواد المستخدمة في الزجاج والأرضيات ورداءة المواد الإسمنتية في تعبئة واضحة لفواصلها، تذكرنا بالمساكن الشعبية في السبعينيات وليس بمستشفىً يتوجب أن يرقى لأعلى المواصفات العالمية.. الخ، فحدّث ولا حرج، وتكفيكم الصور حتى تصلكم معلومات، وقفتُ عليها بعينيَّ، تؤكد ان المستشفى سيُعَادُ طلاؤه وتشطيب غرفه وممراته وبعض أثاثه، أما نوع البلاط المستخدم فهو من الناعم الرث في آن واحد، أعني السهل الممتنع الذي يصعب تنظيفه بسهولة فأي بقع ولو كانت شوكولاته فانها تستدعي كشطها بآلة الكشط الحادة، حيث لا تكفي المكنسة او الممسحات العادية، كما ترون في الصورة فضلاً عن عدم نظافة التشطيب " تعبئة القراوت "Grout" بين بلاطه، ليس في الممرات، فحسب بل حتى في المصاعد والممرات والطرق الخارجية تشم منها عبق الإسمنت بدلا من المستحضرات الطبية.. الستارة الواقية من أشعة الشمس ملصقة إلصاقاً فريداً لم أره ولم أسمع به من قبل، حتى تجدها وفي منتصف الليل ساقطة عليك فجأة لسوء طريقة تركيبها بالصمغ، كما هو واضح في الصور، ويستغرق طلبك من إدارة وصيانة المستشفى لتعديلها في غرفتك كمريض يومين أو ثلاثة على الأقل. مسارات المداخل الكبرى مرصوفة بإسفلت متعرج وغير نظيف، قد تحتاج الى هيئة التنقيب عن الآثار لتكتشف آثار أقدام العمالة عليه التي تركت بصماتها قبل أن تجف، وفي الجانب الآخر ستجد انبلاجات أو تفتّقات وسط المداخل المرصوفة، تخرج منها أنابيب الخدمات البيضاء العازلة، ومن قلبها تهب أسلاك لا يعلم مدى خطورة دهسها او خروجها عن مسارها على عملها وتذرعها السيارات الداخلة ليل نهار، وهي ما زالت في مستشفى لم يفتتح رسمياً، ولم يرتدْهُ سوى نفرٍ قليل من التدفق المتوقع مستقبلاً. علامات المداخل الكبرى التي تحمل اسم كل مدخل ليلاً.. بعضها متقد والبعض الآخر فقئت عينه، حيث فقد إضاءاته المشعة قبل تدشين المستشفى، كما ترون في لوحة "العيادات الخارجية"، أما البعض الآخر فلم تتقد من داخلها بإضاءات النيون طويلة الأمد من أصله، بل تم تلصيق الحروف بطريقة أطفال المدارس قصاً ولصقاً للدليل عليها، وكأنها مشروع فني لطفل في المدرسة الابتدائية، لذلك انقلب مسمى "مدخل طوارىء الأطفال" في الوكرة إلى لغة جديدة "مدحل صواري لاطعال". إثر تأخر المشروعات الصحية على المواطنين يتعامل الطب مع المشارط لاستئصال مواقع الألم، فمن لألمنا؟ ولسنا هنا فى الصحافة مشرطا للانتقاص من قدر وقيمة أى جهاز او مشروع، بحجم مستشفى الوكرة الرائع الذى نافس تصميمه حقا كل مستشفيات قطر قبله والذى عكس انشاؤه واستعداداته رؤية قيادية واعدة " كما عهدناها دائما" ترعى أمور الوطن والمواطنين والمقيمين فى كل بقاع قطر من أقصاها إلى أدناها من حيث تخصيص الموازنات على مشاريع خدمية وتوزيع الخدمات والبنى التحتية فى خطط مرحلية يقطف كل سكان قطر ثمراتها والتى تتميز بها دولتنا عن سائر دول الوطن العربي، لكن الحديث والصور هنا تأتى بقدر الألم والتوجع على تأخر تدشين الخدمات الصحية عن منطقة كبيرة تعانى الازدحام وشدة الطلب كما ترون فى الصور التى تصور التكدس البشرى فى المركز الصحى ادناه، وألم على الهدر العام للأموال العامة للدولة وعدم تكافؤ العمل والإنجاز من قبل المستأمنين عليه فى اختيار الشركات المنفذة والاستشارية ذات السمعة الجيدة محليا، اقليميا او دوليا فى سجل الموردين بوزارة الاقتصاد والمالية — هذا ان كان محدثا — ليكون مرجعا للجان المناقصات والمزايدات بالدولة بما يوازى الطفرة الاقتصادية ومنشآتها فضلا عن سمعة الشركة المنفذة وسيرتها فى تنفيذ مشاريع مشابهة فى مرفق حيوى عام من ذات الاختصاص وليس بالتحيز لها فقط كشركة مقاولات محلية متخصصة فى صروح معمارية ومبان اعتيادية فللشركات سيرة وسجل واختصاصات كما للافراد. رؤية قيادية حكيمة وإنجازات تتطلع ارتقاءنا لمستواها لابد ان تتوافق المشاريع التنموية والرأسمالية الكبرى مع رؤى قيادة هذا الوطن فى تنمية مستدامة تحفظ حقوق هذا الجيل والأجيال القادمة فى تحقيق غايات وتطلعات الوطن ورؤية قطر الوطنيه2030 واستراتيجياتها الوطنية المتعاقبة على قدر من الثقة التى وضعت بالقائمين عليها والمكلفين بها بما يوازى السياسات المعتمدة لها كأولويات فى خطاب سمو الأمير المفدى السنوى بدور انعقاد مجلس الشورى وما يرصد لها من مخصصات واعتمادات فى الموازنة العامة للدولة سنويا لتنفيذ تلك المشاريع المرتبطة مباشرة بالتنمية والخدمات العامة للمواطن وبقية افراد المجتمع من اخوة لنا والمرتبطة بالسياسات السكانية وطفرتها وتوزيعها الجغرافي. الألم يزداد وتزداد المطالبة بالرقابة فى مشاريع جديدة مهمة، لأنه يحزننا أن يخضع الجديد لصيانة قبل التدشين وقبل بلوغه العمر الافتراضى للصيانة فى عرف المبانى والانشاءات. هذا ملف جديد لمبنى جديد لم يفتتح بعد "منتجع الوكرة الصحي" لأنه ينتظركم.... فنضعه هنا أمام هيئة الرقابة الإدارية والشفافية التى بدأت بتعويضنا حقا عمليا ومهنيا وسمعة عن "ديوان المحاسبة" الذى شاخ وشاب اداؤه فى قطر فى غياب واضح للشفافية تحت طى السرية والكتمان كذريعة للتخفى وتبرير ضعف الأداء الذى نطالب بأن تحول كل ملفاته أمام سعادة رئيس الهيئة ليتسلم العهدة وليخضعه اولا وقبل اى جهاز او مشروع فى الدولة للرقابة والمحاسبة على اى تقصير وبشفافية هادفة وبناءة تماشيا مع رؤية قيادتنا الحكيمة وتطلعاتها لمجلس شورى منتخب فى منتصف عام 2013 يكون الجميع مساءلا أمامه دستوريا. ومن الصحة تعلمنا حكمة "درهمٌ وقايةٌ خيرٌ من قنطارِ علاجْ" فقفوهم إنهم مسؤولون عنها وعلّهم يعوها.