14 سبتمبر 2025

تسجيل

من أجل مصر تعالوا نتفق

11 يونيو 2012

أيام قليلة تفصل بين شعب مصر العزيز وصناديق اقتراع الجولة الثانية لانتخاب رئيس جمهورية مصر العربية. فاز في الجولة الأولى الدكتور محمد مرسي مرشح حزب الحرية والعدالة وجاء في المرتبة الثانية الفريق شفيق مرشح المجلس العسكري ورجال الأعمال وفلول النظام المنهار، وجاء في المرتبة الثالثة الأستاذ حمدين صباحي مرشح القوى الثورية وغيرهم من الذين تجنبوا الوقوف مع فلول النظام المنهار ممثلا بالفريق شفيق، أو أنصار التيار الإسلامي. (2) اليوم نفتح صفحة جديدة فأما فلول النظام الفاسد الطاغية الذي أذل شعب مصر العظيم ونهب ثرواته وأذل الأمة العربية من الخليج إلى المحيط ممثلا (بالفريق شفيق) أو ممثل التيار الديني (الدكتور محمد مرسي) يحكم جمهورية مصر العربية. ليس أمام شعب مصر العظيم اليوم إلا التوجه إلى صناديق الانتخابات والتصويت لصالح مرشح حزب الحرية والعدالة (الدكتور مرسي) قد لا يكون حبا في شخصه أو حزبه ولكن رفضا لعودة النظام المخلوع. إن النظام المخلوع يعيد ترتيب صفوفه بدعم من المجلس العسكري ولم يعد ذلك سرا من أسرار السياسة في مصر، وبدعم من رجال الأعمال الذين أثروا تحت مظلة الفساد ومجموعة المصالح الذين ربطوا مستقبلهم وحياتهم مع أتباع النظام السابق والخائفين من هيمنة التيار الإسلامي الذي في اعتقادهم أنه سيلغي الحياة المدنية التي كانت سائدة عبر الحقب الزمنية الماضية في مصر. (3) هناك حملة ظالمة في مصر الآن وفي غيرها من الدول العربية ضد التيار الإسلامي تقول في بعض مفرداتها بأن التيار الإسلامي لا يملك تجربة سياسية وليست لهم خبرة كغيرهم وأنهم ظلاميون متعصبون تكفيريون وأنهم إذا وصلوا إلى السلطة فإنهم سيتمسكون بها إلى يوم الدين ولن يتركوها أبداً وهذا قول مردود عليه وبكل بساطة لم يجربوا في تاريخنا المعاصر. ومن هنا نذكر أن الفلول إذا عادوا إلى السلطة فإنهم سيعضون عليها بالنواجذ تحت كل الذرائع وسينتقمون من كل من اعترض على حكمهم وهتف بسقوطهم ونذكر القائلين بأن الإسلاميين إذا اعتلوا كرسي الحكم فإنهم لن يتنازلوا عنه ألم يحكم حسني مبارك وهو ليس من الإسلاميين وأعوانه أكثر من ثلاثين عاما دون رضا الشعب وكان يسير نحو توريث ابنه لولا ثورة يناير، ألم يحكم معمر القذافي أربعين عاما ولم يترك السلطة إلا بعد أن توزع دمه بين قبائل الشعب الليبي وكان يسير أيضاً لتوريث ابنه، وماذا عن علي عبد الله صالح في اليمن ثلاثين عاما ونيف وهو في السلطة ولا يريد أن يتركها رغم كل الضمانات والحصانات التي أعطيت له وكان يعمل بكل الجهود على توريث ابنه، وزين العابدين في تونس، وماذا عن الفريق حافظ الأسد الذي على إثر وفاته نصب ابنه على رئاسة الجمهورية بعد تعديل الدستور السوري ليتماشى مع عمر بشار وتحول النظام الجمهوري إلى نظام جمهوري وراثي وهي سابقة في تاريخنا. هل هؤلاء كلهم إسلاميون تمسكوا بالسلطة أم هم عسكر فاشلون لم يربحوا حربا خاضوها ولم يربحوا حربا على التخلف والتبعية وإنما ربحوا المال والجاه وربحوا المعركة ضد شعوبهم غير المسلحة ولو مؤقتا. البعض يسأل كيف الخروج من دائرة الشكوك التي تحيط بالإسلاميين؟ يجب أن نعترف بأن هناك تيارا إسلاميا متشددا يسعى جاهدا لتطبيق الشريعة الإسلامية الواردة في الأحاديث والسنن المروية ولكنهم قليلون وغير مؤثرين في الحياة السياسية. يقابلهم تيار إسلامي واسع الثقافة والعلم قادر على التفريق بين إسلام أهل المدينة وإسلام أهل مكة وهذا التيار الذي نراهن عليه. إن الخروج من دائرة الشك التي تحيط بالإسلاميين في مصر هو سرعة الاستجابة للضمانات التي طلبتها القوى السياسية والتي في مقدمتها تسمية رئيس الوزراء في حال فوز مرشح حزب الحرية والعدالة ونائبي الرئيس ولتكن سابقة في ظروف استثنائية تمر بها الحياة السياسية في مصر. وعلى مرشح حزب الحرية والعدالة للرئاسة أن يطمئن المرأة بأن حقوقها لن تمس بل ستنال حقوقا أكثر مما هي عليه اليوم، وكذلك طمأنة أقباط مصر على حقوقهم الكاملة لأنهم شركاء في الوطن والمصير، تجب طمأنة الفقراء وصغار الموظفين بأنهم سينالون حقوقهم كاملة، وبشر العاملين في قطاع السياحة بأن مصالحهم لن تمس بل ستعمل الدولة على فتح آفاق جديدة لصناعة السياحة في مصر لتستقطب السائحين من كل مكان. آخر القول: تعالوا يا شعب مصر العظيم نتفق على عدم مقاطعة الانتخابات ونصوت لمرشح حزب الحرية والعدالة. إن من يقاطع هذه الجولة من الانتخابات يرتكب خطاء تاريخيا كبيرا في حق مصر والعرب لأن تلك المقاطعة لاشك ستكون لصالح الفلول وأنصارهم. إن الحملة الإعلامية الظالمة ضد فوز حزب الحرية والعدالة بالرئاسة وتخويف المجتمع منهم خيانة وطنية لا تغتفر وتصب في صالح إسرائيل وأعداء مصر العزيزة.