11 سبتمبر 2025
تسجيلأكاد أجزم بأن ما بات حديث المجالس العربية اليوم بعد تفجر أحداث القدس المؤلمة، هو موقف الدول المطبعة مع إسرائيل، وكيف ستواجه هذا الموقف، ليس لإنكاره لربما، ولكن يبدو أن الوقائع تثبت يوماً بعد يوم أن الصمت عن نصرة القدس هو ما أصبح حقيقة الآن، رغم أننا في قرارة أنفسنا نرفض أن تكون هناك علاقات بأي شكل من الأشكال مع هذا الكيان الغاصب المحتل لأرضنا العربية في فلسطين، فقد تربينا منذ الصغر على أن إسرائيل عدو لنا وأن لنا أرضاً عربية مسلمة واقعة تحت احتلال إسرائيلي دخيل على أمتنا، ومع أننا نشأنا على هذا المفهوم، فإن أجيالنا الحديثة لا تكاد تعرف عن هذا العداء شيئاً، بل إن اسم فلسطين يبدو غريباً على أذهانهم الصغيرة، والأغرب منه اسم إسرائيل الذي لا يعرفون عنها شيئاً، ولكن إلى متى سيظل هذا المفهوم مترسخاً في أذهاننا نحن؟!، وإلى متى سيجهل صغارنا كيف يمكن أن يتحول هذا العداء إلى صداقة تدرجت من تعارف إلى اعتراف وإعجاب وعلاقة وتواصل وتطبيع وربما في المستقبل تزاوج؟!، فالتطبيع العربي الإسرائيلي باق وممتد، ومثله التطبيع الجديد الخجول بعض الشيء لكنه يبدو في بعض دول الخليج جريئاً بدرجة كافية لإظهاره للعلن!، وقد يكون هذا الحال نفسه عند البعض الآخر الذي يرى التطبيع واقعا مؤجلا إلى حين، مع الأخذ في الاعتبار أن الرضا الأمريكي هو من رضا إسرائيل ومحاولة بعض العرب انتزاع صفة الاحتلال عن إسرائيل!. ونأتي إلى قطر لكي لا يقال ما قيل في دول الخليج وتظل قطر بريئة مما قيل، فكلنا يعلم أن قطر كانت وما زالت العون العربي والخليجي الذي يكاد الوحيد لشعب فلسطين ولا سيما غزة المحاصرة منذ أكثر من 13 سنة من قبل الكيان الإسرائيلي الغاصب، واسم فلسطين لا يزال حاضراً في خطابات قطر الدولية، وعلى منصات الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمؤسسات الحقوقية العالمية، ومع هذا فقطر تعلم أن التواصل مع إسرائيل لحل الدولتين وإنهاء الاحتلال يجب أن يمر من القنوات الإسرائيلية المدعومة من الدول الأوروبية الكبرى ومن الدول الخمس ومن الولايات المتحدة الأمريكية بنفسها. وإن كانت بعض الدول العربية ترى من إسرائيل دولة مستقلة لها كيانها الواحد، فإن قطر ولله الحمد لا تزال ترى من إسرائيل كياناً محتلاً لدولة مغتصبة اسمها فلسطين، ولذا لا عجب إن رأينا قنوات هذا الكيان تشن حملات ممنهجة ضد قطر وباركت الأزمة الخليجية الماضية، موضحة أن كل المشاركات الرياضية التي تدخل إسرائيل فيها وتستضيفها قطر إنما هي من أساسيات الاستضافة التي لا تدخل الدوحة ضمن اختيار من يشارك فيها رغم الرفض الشعبي داخل الدولة من وجود مشاركي هذا الكيان بيننا، ودور الدوحة الواضح في الصلح بين الفرقاء الفلسطينيين، ومثلها سلطنة عمان التي تسعى هي الأخرى لفتح قناة جديدة لإحياء عملية السلام بين فلسطين وإسرائيل، وتظل الكويت الدولة التي ترفض كل تطبيع وتطبع مع هذا الكيان، الذي سيظل دخيلاً وإن تملك الأرض حتى حين، لكن تبقى إرادة هذا الشعب، الذي يبتسم أبناؤه لحظة اعتقالهم نصرا حقيقيا يدمر لدى إسرائيل لذة النصر. فلسطين عربية في عيوننا دائماً. [email protected] @ebtesam777