17 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); هذه عملية تفاوض غير مسبوقة نحن نفاوض خاطفي بلد.دولة، أرض وشعب ونظام حكم وثروات وطن. اختبرنا أشكالا معهودة من الخطف والاحتجاز لمواطنين وأجانب من قبل أشخاص أو جهات من أجل المال أو بهدف الضغط على السلطة لإطلاق سجناء أو لانتزاع مطالب وتعيينات وظيفية وغيرها ولقد عشنا عقودا من الخطف السلطوي العام المتلفع برداء المشروعية. وشهدنا ألوانا من الاختطاف المنظم لإعلاميين وسياسيين ونشطاء لكننا لم نعهد على الإطلاق هذا المستوى من جرائم الخطف. أراد اليمنيون استعادة حياتهم المختطفة ودولتهم المصادرة أرادوا انتزاع قرارهم المستلب طالبوا بالتغيير بالعدالة والمشاركة والمساواة، بدولة النظام والقانون، بالديمقراطية وحرية الاختيار لكنهم أخطأوا الطريق واستبد بهم وهن التعويل على مسار انتهى بخطف كل شيء. الشرعية الآن تفاوض خاطفيها. المخطوف يشاور الخاطف نحن نستجدي الانقلابيين الوطن في معادلة مقلوبة ووضع معكوس لا استواء فيه ولا يمكن أن يؤول إلى تسويات منصفة. أخلاق الخاطفين لا تسمح بتوسع النوايا الحسنة الأكف الممدودة للسلام تقتلنا على الأرض تطبق على وطن. مطلوب من الشرعية التصرف بمنتهى التهذيب وتقديم إثباتات سلوكية لائقة والوفاء بكل الالتزامات المقررة من أجل إنجاح المشاورات وتعزيز الثقة وعليها عدم السماح بأي خروفات تفسد مزاج التشاور كتثبيت وقف إطلاق النار في حين يمكن للانقلابيين تثبيت سلطة الأمر الواقع والتفلت والتصعيد على مختلف الجبهات والمدن لكأن التفاوض حسب شروط الخاطف قدر المختطف الكبير. يقضي قرار الأمم المتحدة 2216 بسحب "الميليشيات والجماعات المسلحة وتسليم الأسلحة الثقيلة وبدء الترتيبات الأمنية المؤقتة لاستعادة مؤسسات الدولة واستئناف الحوار السياسي الشامل وإنشاء لجنة للسجناء والمعتقلين "ومن الواضح أن الاتفاق حول هذه النقاط يواجه معضلة التنفيذ بالكيفيات التي يتوافق عليها الجميع وما هو أكثر وضوحا صعوبة التوصل إلى مقاربات ممكنة لتنفيذ تلك النقاط". وما هو أكثر مدعاة لليأس ما طرحه إسماعيل ولد الشيخ أخيرا حول ضرورة "الفصل بين المسارين التفاوضي والميداني" حيث يضع هذا الأمر المشاورات عموما في مهب الريح. يقف حلفاء الانقلاب على الأرض في حين تبدو الشرعية معلقة في الفراغ تفاوض من أجل إثبات جديتها مقابل خصمين يواصلان تثبيت وترسيخ سلطة الأمر الواقع بمنتهى العناد والإصرار ويبدو أنهما في محاولة دائبة لإخراج التحالف من المعادلة ويمكن في هذا الصدد التقاط الكثير من المؤشرات على ذلك. المؤسف في الأمر أن يذهب وفد الشرعية مكشوفا من الداخل على هذا النحو الذي تعكسه الأحداث المؤسفة التي حصلت أخيرا في عدن حيث جرى تهجير مجاميع كبيرة من أبناء الشمال في إجراء صادم فج ومستهجن من قبل السلطات المحلية هناك والتي حاولت عبثا التغطية عليه وتبريره باعتباره "تدابير أمنية مطلوبة" الأمر الذي ضاعف من شعور الجميع بالسخط والغضب حيال هذا الإجراء والذي عده كثيرون "شوفينية"بغيضة تهزم روح اليمن وتصيب الشرعية في مقتل وتضيف الكثير لصالح حلفي الانقلاب في وقت بالغ الحساسية والخطورة يحتاج فيه اليمنيون إلى يقين كاف للاستمرار في معركتهم لاستعادة الوطن من أيدي الخاطفين جميعا. ما يحدث في عدن يكاثر الأعباء على اليمن ويفتح جراحاتها أوسع مما تملك من العزم وأسباب الشفاء.