12 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); يكتب البعض عن استمرار النخب الشائخة في مواقعها القيادية على مستوى الحكم وداخل الكيانات الحزبية بلغة غالبا ماتكون متهمة لا متفهمة وبأسلوب غاضب متهكم لا يغوص عميقا؛ ليكتشف ديناميات هذه الحالة عموما لماذا يستمر هذا النسق في الحضور والتحكم على هذا النحو الطاغي والمهيمن؟ وكيف، ومن أين يكتسب قوته وديمومته وسطوته؟ هل هي نتاج ممارسة ديكتاتورية مفروضة أو مموهة تقف حائلا دون التشبيب وتعمل على إجهاض محاولات التغيير عموما، بمبررات لا تنقصها الوجاهة، وتتمتع بالقبول والتسليم؟ وإلى أي مدى يمكن القول إن القوة الشابة داخل النسيج العام والنسق النخبوي المؤثر لم تتبلور بعد ولم تنضج ولم تنجز حضورها الفاعل وتنتزع حيزها الخاص، وأنها مازالت خاضعة ومذعنة للتقاليد والمواضعات الأبوية الراسخة بطواعية وامتثال؟؟ وثمة أسئلة أخرى مهمة: هل لهذه الظاهرة امتدادات ضاربة وراسخة في التاريخ والمواريث والثقافة المجتمعية؟ وما هو أهم، هل هذه الحالة خاصية يمنية أم عامة تشمل النخبة السياسية الحاكمة والمعارضة في الوطن العربي والعالم أجمع؟ وأين تكمن المشكلة، في الساسة الكبار أم في شيخوخة المجتمعات والأنظمة حيث يسود الجمود وتتوقف الحركة وتصادر أدوات وإمكانات وشروط التغيير من قبل مراكز النفوذ والقوة الأكثر عراقة وتجربة وخبرة ودراية؟ عيّن أوباما جون كيري 69 سنة- وزيرا للخارجية بدلا عن هيلاري كلينتون -65 سنة- التى قدمت استقالتها على خلفية الهجوم على السفارة الأمريكية ببنغازي. كيري سياسي مخضرم، كان مرشحا للرئاسة في مواجهة بوش الابن في انتخابات 2004م. وكان مسؤول العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الحالي.يجيء أوباما 53 سنة- للرئاسة بعد سلسلة رؤساء كبار سن، ويشكل مع جون كينيدي -٤٦ سنة- حتى يوم اغتياله في 22/11/ 1963م استثناءً من حيث صغر السن. والمتأمل للنخبة السياسية الأكثر حضورا وتصدرا في أمريكا يجدهم من طبقة كبار العُمر انتهاء بترامب ولا يتسع المجال هنا لسرد قائمة عُمرية بهم، وأظنها متاحة للكثيرين وأمريكا مثال يصلح للمعيارية؛ كونها من أكثرالنظم الحديثة ديمقراطية وفتوة وقوة وتقدّما، سيعيينا الجرد لظاهرة تسيّد المسنين للمشهد السياسي واستمرارية تأثيرهم وحضورهم على مستوى الحكومات والأنظمة بتوجهاتها المختلفة؛ ليبرالية وديكتاتورية يمينية ويسارية في العالم أجمع. لا أعتقد بأن المشكلة تكمن في شيخوخة النخبة السياسية، الأمر أعقد من أن يكون قضية عُمرية فقط .