16 سبتمبر 2025

تسجيل

الإيمانُ محبّة

25 يناير 2017

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); 1- تحسس الروح التى في الجوار : وأنت تحاولُ قياسَ منسوبِ إيمانِك، سلْ عن مدَى إحساسِك بالناسِ كي ترى كم أنتَ مؤمنٌ, ؟انْظُر كَم أنتَ محب لسواك.؟. إيمانُك بالله لا مُعولَ عليهِ مالم يُثمِر إيماناً واعترافاً بمن حولك.. مالم يُورِق حُباً لمن حولك جيرانِك وأهلِك والناسِ أجمعين. الإيمانُ إحساسٌ غامرٌ بالوجود , لا يستقيمُ مع بلادَةِ الحسّ وغِلظَةِ الطبع..الإيمانُ لطفٌ ورهافَة, يُجافى الكثافَةَ والقساوةِ.. لا إيمانَ لمن يعيشُ وحدَه, لا إيمانَ لمن لا يرى غيرَ نفسِهِ, لا إيمانَ لمن لا يُحبُّ الآخرين. "لا يؤمنُ أحدُكم حتى يحبَّ لأخيهِ ما يحبُّه لنفسه"..هكذا حباٌ بالسوية يُجافي الأثَرَةَ والأنانيةَ وحُبَّ الذاتِ الإيمانُ حبٌ ومشاعرُ فياضةٌ وتعبيرٌ عن الإنسانيةِالخالصةِ. وفي ذاتِ السّيَاقِ ينفى المصطفى صلى الله عليه وسلم الإيمانَ عمَّن يبيتُ شبعانا وجارُهُ جائع.. وذلك لكونِ الإيمانِ حالةُ شَبَعٍ روحيّ يصعدُ من الإحساسِ بالآخر ويُضاعِفُ اليَقَظَةَ الوِجدانِيةَ تِجَاهَ المُحيط..الإيمانُ هنا شُعُورٌ حادٌ يتجاوزُ الجُدران والأبوابَ المغلقة..يتحسَّسُ الروحَ التي في الجوار. الإيمانُ حالةُ جُوعٍ حقيقية للحُبّ, وتعبيرٌ صادقٌ وجياش عن التفاعلُ والانفعال , وعن واحديَّةِ الروحِ والجسدِ المسلم .الإيمانُ حالةٌ عامةٌ يتحققُ فيها خلاصُ الفردِ من خِلالِ أخيه الإنسان . دينُنا تعاليمُ أخوَّةٍ، ودُرُوسُ محبةٍ، وخيرٌ لكل الناس 2- نحبُّ المحبةَ. : حينَ تفشلُ كمحبٍ،وتعجز عن الانتصار للمحبةِ, تنتصر الكراهيةُ فلا ترى غير الكُرهِ والكارهين.. إنَّ بُغضَ من يُبغضُك يساويك به, ويُعلي من رصيدِ البغضاء.. تُعلمُنا الأيامُ أن نُشفِقَ على مرضى النُّفوس كما نُشفِقُ على أصحابِ العاهات , ويُحبنا اللهُ حين نحبُّ أكثرْ, وهو يدافعُ عن أحبابِهِ ممّن يُحبون فيهِ لذاتِ الحُّبّ . رهاننا الكبير أن نُحبَّ أكثرَ، وأن نُعَلِّم الناسَ المحبة والتسامي والترفُّعَ عن السُّقُوطِ في الحضيضِ حيثُ تنمو الأحقادُ، وتُبسطُ الكراهيةُ ظِلّها القاتِم على وهَجِ الروح النبيلةِ.. ولنا في المحبة ينابيعَ ثَرَّةٍ دافقةٍ, نعانِقُها آياتٍ بيناتٍ وأحاديثَ سنِيَّة ولنا جَدَاوِلُ ترقرق من ذاتِ الينابيعِ، وإن شئتَ ما يَرويك في هذا المقامِ سيمُدُكَ بديعُ الزمانِ النَّورسيّ ببعض من سلسبيلها الرقراق كلاماً ندياً يفيضُ حكمةً وصدقَ محبة.. "نحنُ فدائيو المحبةِ, نحبُّ المحبةَ, ونُعادي العداوة". تحب المحبةَ ذاتَها,و تعادي العداوةَ ذاتها, تَسقُطُ الشُّخُوصُ ولا يبقى غيرُ المعنى الكريم.