17 سبتمبر 2025
تسجيلحينما تسلمت سمو الشيخة موزا بنت ناصر إجازة ماجستير السياسة العامة في الإسلام كلية الدراسات الإسلامية دفعة 2015 من جامعة حمد بن خليفة عادت بي الذكريات لأواخر التسعينات كنقطة تحول فارغة في مسيرة التعليم وأينعت اليوم قطاف ثمارها، وأحسب أن الحلقة النقاشية للمرحلة الثانوية التي نظمت بإيعاز من سموها في 4 أبريل 1999م لتلمس طاقات الجالسات على مقاعد الدرس وقراءة أفكارهن وقياس تطلعاتهن عن قرب، يومها أقامت وزارة التربية والتعليم برعاية مباشرة من الفاضلة شيخة المحمود وكيلة الوزارة حينها منتدى بقاعة الغرافة حضرته سمو الشيخة موزا ومجموعة من سيدات المجتمع والقيادات التربوية والأمهات .كان يوما مميزا وكأنه يشق السماوات لاستشراف المستقبل، الحوار تم بحميمية أقرب لحديث البنات لأمهاتهن، فعلى خشبة المسرح جلست حوالي خمس طالبات من كل مدرسة من المرحلة الثانوية، الست والعشرون تحدثن بحيوية وعفوية عن طموحاتهن وآمالهن وما يعيق مسيرتهن التعليمية، وتحاورن بعضهن مع البعض ومباشرة مع سموها والأمهات ومديرات المدارس، وقفت طالبة من إحدى مدارس المناطق خارج الدوحة وقالت لا يوجد فصل علمي ونحن مجموعة رغبتنا المسار العلمي فوجهت سموها أن تفتح فصول بكل المدارس وتجهز بالإمكانيات وبالكوادر الأكاديمية المتخصصة حتى لو لطالبة واحدة ترغب الدراسة العلمية، كلمة "مبروك " لحاصدة درجة الماجستير قد تكون أقل من مقامها وجهدها، والجميع يتابع إشراقات المدينة التعليمية والتي أنبتت بذرتها الأولى سمو الشيخة موزا العام 2003 م كمنارة للعلم وبوتقة تصاهر للأجيال واستحقت بجدارة حمل"مفتاح العلم" كهدية رمزية قدمها سمو الأمير الوالد راعي نهضة قطر لإطلاق قدرات الإنسان وخط عليه "عرفانا وتقديرا للرؤية الملهمة والقيادة الحكيمة المفعمة بالتطلعات الواعدة والتوجه الثابت والتفاني الدؤوب التي زرعت العزيمة الراسخة لكي نصبو من خلال إطلاق قدرات الإنسان لهدف الارتقاء بدولتنا الحبيبة قطر" ."الحلم البازق" تجلت أولى خطوطه بأروقة الحلقة النقاشية وعملت له الأيادي الأمينة بعزيمة قوية وفكر ناضج حصاده اليوم وغدا، وإن كان الطموح في ذلك اليوم البعيد مقعد لمسار علمي لطالبة أضحى سفينة مشرعة تلوح من بعيد لأي متتبع لمسيرة قطر هم لابسو أرواب التخرج من جنسيات العالم ومن جامعات عريقة ارتحلت للدوحة بكل إرثها وقدراتها العلمية والبحثية وتقاليدها الأكاديمية في بوتقة إنسانية لا تعرف الحدود الجغرافية ولا الفوارق الثقافية طب وايل كورنيل وتكساس اي اند ام، وفرجينيا كومنولث وكارنيجي ميلون وجورجتاون ونورثويسترون واتتش اي سي باريس وكلية لندن الجامعية إلخ .التهنئة واجبة والشد على أيادي سموها وهي تجلس كطالبة علم وبكل تواضع رغم ما حققته من إنجازات محلية وإقليمية ودولية ومتغلبة على رهق مسوؤلياتها الكبيرة وليس بعيدا عن ناظرينا مشروعها "علم طفلا" لتقدم أنموذجا يتطابق وتصريحاتها في الحلقة النقاشية "واثقون في المستقبل والعقول المتفتحة لبنات قطر" همسة: جاء في كتاب حديقة النبي لجبران "طلب الحاكم أن يزين قصره، فقطف الجميع أجمل الأزاهير وأنضر ورود المروج الخضراء، وجاء أحدهم بوردة ذابلة، قيل له ما هذا؟ قال وجدت ألسنة الزنابق وسنابل الأقحوان منتشية تسبح لله فقطفت هذه لأنها أكملت تسبيحها، وها أنا أهنئ أميرة النور بكلمات متواضعة .