28 أكتوبر 2025
تسجيلكانت عبير موظفة مجتهدة في إحدى المؤسسات التي تعج بالموظفين من الجنسين، وكانت تحيط نفسها بدائرة كبيرة من الزميلات الأخريات، يتعلمن من بعضهن البعض، وتساعد كل واحدة الأخرى، ويتبادلن الزيارات والنزهات خارج أوقات العمل. وخلال سنوات عملها في المؤسسة حصلت عبير على عدة ترقيات حتى وصلت لمنصب قيادي في الإدارة التي تعمل بها؛ فرحت زميلاتها وصديقاتها بذلك؛ فهي صديقتهن المقربة منهن وتفهم مشكلاتهن والتحديات التي تواجههن، وبالتأكيد ستكون أفضل من أن يترأسهن رجل. ولكن الغريب أنها أصبحت تعاملهن بإزدراء وتسلط كبير، بل وتعرقل وصولهن لأي منصب قيادي آخر، وتقطع الطريق أمام كل واحدة منهن، فلا يحصلن على أي ترقية أو امتياز. تشير الدراسات إلى أن المرأة القيادية تتسلط وتعرقل النساء الأخريات، وتسمى هذه الظاهرة بـ "متلازمة ملكة النحل"، فالمرأة القيادية تعتبر أن أي امرأة أخرى هي منافسة لها، فتحاول إقصاء الأخريات بشتى الطرق لتنفرد هي بالقيادة والمنصب. والغريب أن هذا السلوك يكون فقط مع النساء، بينما تعامل الرجال معاملة أخرى أفضل وأكثر عدالة. وبالرغم من أن عدد النساء حول العالم اللاتي يصلن لمناصب قيادية قليل جداً مقارنة بالرجال، فإن التوقع السائد أنه عندما تصل امرأة لمنصب قيادي فإنها ستساعد وتدعم بنات جنسها، ولكن هذا لا يحدث. حيث تشير بعض الدراسات إلى أن نسبة النساء القياديات اللاتي يعانين من متلازمة "ملكة النحل" تصل إلى ٨٠٪، ومن أشهر من أطلق عليها هذا اللقب مارجريت تاتشر، رئيسة وزراء بريطانيا في الثمانينيات. ولعل ذلك يفسر الدراسات التي تشير إلى أن النساء يفضلن أن يترأسهن رجل على أن تترأسهن امرأة. فالرجل — في نظرهن — أكثر عدلاً وأكثر تفهماً وأكثر استعداداً لمكافأة زملائه وزميلاته ذوي المراتب الأدنى مقارنة بالنساء.