05 أكتوبر 2025
تسجيلحينما طُلب مني الحديث عن بعض ( الهبّات) غير المستساغة والتي بدأت تظهر في الآونة الأخيرة في المجتمعات الخليجية على وجه التحديد قلت إنني سوف أكتفي بالإشارة لها من خلال تغريدة أو اثنتين من خلال حسابي في موقع التواصل الاجتماعي ( تويتر ) باعتبار أن هذا يبدو كافيا للحديث عن هذه الهبّات الدخيلة ومنها ما وصل مؤخرا لمجتمعنا القطري هبة تقديم القهوة والعصائر في قنان للأطفال وبلهجتنا العامية ( مراضع خاصة بالأطفال الرضع ) ولكن كان خبر أن تصل هذه الظاهرة إلى مجتمعنا في الوقت الذي انتشرت فيه انتشار النار في الهشيم في كافة الدول الخليجية في وقت واحد وهذا أمر مستغرب في كيفية استصدار تراخيص هذه التجارة المشينة في نفس المدة الزمنية المتقاربة بين كل مجتمع خليجي وآخر في صورة أثارت دهشة كبيرة بين المتابعين لظهور هذه ( الهبّة ) غير المحمودة فجأة في جميع مجتمعات الخليج التي ترفض ما يمكن أن يخرج عن عرف هذه المجتمعات وعاداتها وتقاليدها وبالتالي فقد عمدت وزارات التجارة ومكاتب التراخيص لهذه الأعمال التجارية بوقف تصاريح عمل هذه المقاهي بالصورة التي أظهرت شبابا بشوارب ولحى وطول وعرض ومظاهر رجولية بارزة إلى إمساك مراضيع أطفال ليشربوا منها قهوة أو عصائر والمصيبة تلذذهم بهذا على مرأى من العالم والمارة ومستخدمي الطرق وكأن الأمر لا يتعدى الأمر العادي المستساغ لمن يرى وليس المتعجب ممن يسمع !. وأنا هنا لست أسأل عن كيفية إصدار تصريح لممارسة هذا النشاط التجاري الذي أعجب كيف غفل المعنيون بإصداره عن التأكد من النشاط التجاري نفسه ونوعيته وهل ما قُدم في أوراق طلب التصريح هو غير ما كان على أرض الواقع ولم كان هذا هو الحاصل بكافة تفاصيله ومشاهده في جميع الدول الخليجية ولم يختلف المشهد في أي منها ولو قيد أنملة ولكني أتعجب من هؤلاء الشباب والفتيات الذين انساقوا لهذه الموجة لمجرد أن يركبوها دون التفكر ولو لثانية واحدة من عواقب هذا الركوب غير المدروس الذي يمكن أن يمتهن كرامتهم وإنسانيتهم وعقولهم ومكانتهم الاجتماعية التي يمكن أن تتأثر في لحظة واحدة يتم تصوير هذا أو هذه وهم ينهلون عصيرهم أو قهوتهم من ( مرضاعة أطفال ) في مكان عام وتخرج إحدى الفتيات لتقول في بلاهة وعدم وعي إن طعم القهوة في هذه الرضعات الطفولية والتي حملت اسم ماركة مشهورة لمراضيع الأطفال يبدو ألذ طعما من شربها في أكواب عادية وكأنها بهذا تعبر عن مشاعر جياشة في فنون التذوق وليس سواد وجه ينجرف وراء كل هبّة دخيلة لا تعبر عن هوية هذا المجتمع ولا شخصيته ولا أخلاق من فيه ولا تربية أبنائه وبناته الذين يجب أن يتريثوا قبل ركوب موجة ( الهبات ) التي قال فيها البعض إنها أخذت أكبر من حجمها ونراها فعلا كذلك لولا أنها انتشرت في توقيت واحد في جميع المجتمعات الخليجية وبشكل غريب مريب يدل على أن الذين يقفون وراء هذه التفاهة المجتمعية كانوا متأكدين في قرارة أنفسهم أن هذه الحركة ستجد لها جمهورا من المراهقين والمراهقات وحتى البالغين للأسف لأنهم أيقنوا مرحلة التفاهة التي تتملك هذه الشريحة التي يبني عليها المجتمع آماله المستقبلية للأسف وأنها سوف تنجرف لبضاعتهم دون تفكير أو تيقن من خطأ هذه الظاهرة وهو أمر يجب أن يقف عليه المسؤولون سواء الآباء أو حتى المسؤولين الذين يقفون عند عتبة التصريح لممارسة مثل هذه الأعمال التجارية المخلة، فالاستسهال قبل عرض البضاعة والتأكد من تسويقها حتى قبل طرحها أمر لا يجب أن يمر مرور الكرام على هذه الفئات التي يجب أن تمنع من تسريب مثل هذه الظواهر السيئة والتي تشوه مجتمعاتنا تشويها لا ينفع مع الترقيع أو الترميم ولا حتى التجميل والذي وإن نجح فإن كل آثار هذه الظواهر تخرج على إصدارها القديم البشع !. [email protected] @ebtesam777