09 أكتوبر 2025
تسجيلأخبرني أحد أصدقائي بأنه عهد المدير السابق في جهة عمله، كان العمل رائعاً، وارتفع سلم الرواتب في الجهة، بينما مع المدير الجديد توقفت التعيينات الجديدة، وأصبح العمل مملاً، ولم ترتفع الرواتب منذ توليه المنصب. هذا ما لاحظه صديقي، ولكن ربطه بين شخص المدير والظواهر الأخرى لم يكن ربطاً صحيحاً من ناحية علمية، وهو خطأ يقع فيه الكثير من الناس. إن الترابط بين شيئين مختلفين لا يعني بالضرورة أن أحدهما سبب للآخر، بل قد يكون ترابطاً من باب الصدفة، أو أن هنالك عوامل أخرى تسببت في تلك النتيجة. إحصائياً، هناك الكثير من الترابطات الغريبة التي قد نجدها في الحياة، فهناك مثلاً ترابط بين معدلات بيع الأيس كريم وعدد الغرقى في الشواطئ، فنظن للوهلة الأولى أن الأيس كريم قد يكون سبباً في الغرق! ولكن الصحيح أن ارتفاع حرارة الطقس تزيد من معدلات بيع الأيس كريم، وكذلك تزيد من عدد مرتادي الشواطئ، وهو ما يزيد نسبة الغرق. وهناك الكثير من الترابطات الطريفة التي وجدها الباحثون، منها معدلات استهلاك الحليب كامل الدسم في إحدى الولايات الأمريكية والطلاق في نفس الولاية، بالطبع لا توجد أي علاقة بينهما، ولكنه من باب المصادفة البحتة. وجد الأطباء مثلاً علاقة بين الأطفال الذين يعانون من ضعف البصر وبين الذين ينامون والمصابيح مضاءة، فظنوا أن المصابيح هي السبب في ضعف بصرهم، ولكن اتضح فيما بعد أن ضعف البصر وراثي، ولأن الوالدين بصرهما ضعيف فكانا يتركان المصابيح مضاءة، فكان ضعف بصر الأطفال نتيجة الوراثة وليس المصابيح. تناسى صديقي أن المدير السابق كان في منصبه وقت الطفرة وارتفاع مبيعات الشركة لمستويات قياسية، بينما عندما تولى المدير الجديد صادف فترة انكماش اقتصادي واضطر لتقليل المصاريف وخفض الإنتاج. Twitter: khalid606