19 سبتمبر 2025
تسجيللن تُحل إشكاليتنا المستمرة بين الدين والدنيا، طالما نتحرك فقط ضمن دائرة الدين، لدينا خلط خطير جداً بين الدين والعلم، نتكلم كثيراً عن العلم ونقصد به الدين، وعلماؤنا هم رجال الدين، وأعلامنا هم شيوخ الدين، لذلك نحن نتحرك ضمن دائرة الدين ونعتقد أنها دائرة العلم. لو كان هذا صحيحاً لحلت جميع مشاكلنا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وغيرها، كما فعل غيرنا من الأقوام. الدنيا ومشاكلها وتغير ظروفها تقع ضمن دائرة "العلم"؛ العلم هو اكتشاف القوانين والنظريات والسنن الموجودة في الكون ليتمكن الإنسان من السيطرة عليه وإخضاعها لسيطرته وفهم معادلاته وزواياه، كما يفعل الغرب والشرق اللذان نعيش بفضلهما في كثير من هذا التقدم. علم الكلام ليس علماً، الفرق الإسلامية كلها ليست علماً، والفتوى ليست علماً، هذه تقع ضمن دائرة الدين الذي يقتضى الإيمان أو عدمه. نحن نراوح في مكاننا، وننشئ الجامعات والمدارس والكليات التي تخرِّج طلبه لا يدركون الفرق بين الدين والعلم فتجذبهم العاطفة إلى دائرة الدين على أنها دائرة العلم فأفضلهم يصبح باحثا في الإعجاز العلمي في القرآن، وهو كتاب هداية ورشد وليس مجالاً لذلك أصلاً. في حين أن الإعجاز الإلهي في الكون وهو كتاب الله الآخر، حقل العلم الحقيقي وهنا يظهر بوضوح انسيابنا كأمة من دائرة العلم الحقيقي التي هي الطبيعة وقوانينها إلى دائرة القرآن كتاب الإيمان والتصديق واعتقدنا أن هذا هو العلم وأن كثيراً من مشايخ الدين والفضائيات هم العلماء الذين ساقوا الأمة إلى حتفها ومقتلها ولا يزالون. نحن كأمة نعيش ضمن دائرة الدين منذ العصر الأول ولم نصل بعد إلى دائرة العلم ولذلك تشخيصنا للأمور والخلافات تشخيص ديني بحت، الفتنة، كربلاء جديدة، رافضة، ناصبة، خوارج، خلافة....الخ. ثم نبحث عن حلول من ضمن هذه الدائرة في التعامل مع رؤوس ومشايخ هذه الفرق والتكتلات الدينية التي تقاتل بعضها بعضا ضمن ما تعتقد أنه في دائرة العلم. وهو ليس سوى اعتقاد. [email protected]