15 سبتمبر 2025

تسجيل

لا تقصُصْ رؤياك على إخوتك (ما خفي أعظم)

11 مارس 2018

ما أشبه الأمس البعيد باليوم، فَها هُمْ إخوة يوسف تتكرر قصتهم في دول الحصار، بعد أن تآمروا عليه ليلا حسدا عليه، من الحلم الذي رَآه وقصَّه على والده الذي حذَّره منهم، وقال لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا.  فدول الحصار أضمرت الشر لقطر في ظلمة الليل وكان الشيطان رفيقهم وأرادوا بها كيدا وأتوا بدم كذب وتناقلوا الافتراءات التي هي بعيدة عن قطر وحاولوا دفن وقتل شقيقتهم وكذبوا على العالم الذي لم يصدقهم، وخاصة أنه يعرف مواقف قطر كما يعرف يعقوب عليه السلام يوسف عليه السلام، ليشاء الله عز وجل أن يرسل القافلة التي أنقذت يوسف، وتمثل ذلك في الرجل الخارج من (العزبة) لينقذ قطر من كارثة كانت ستكون مؤلمة لقطر وإخوتها؛ لأن بينهم صلة رحم ونسب، وكما أنقذت دول العالم قطر من ألم الحصار وجاءتها الاحتياجات من كل العالم وظل الإخوة في حسرة وضيق وضنك يحتاجون إلى الكثير ولا يجدون إلا القلة. وتقلبوا بين البلدان وأخفوا عن والدهم سنوات ما فعلوه ليوسف ونيتهم قتله، كما فعلت دول الحصار الذي كانت تنوي الشر، ونحن يا غافلين، لَكَمْ والله وقطر صابرةٌ عليهم عشرين عاما، ولكن يوسف عاش بعز ورفاهية حتى وإن ذاق بعض الظلم وسُجن وافتُرى عليه، ولكنه خرج منه مرفوع الرأس ليتبوأ المنصب الأعلى في البلاد وينال ثقة الحاكم ويصبح هو الذي يوزع الطعام على إخوته، وهكذا ارتفعت سمعة قطر في العالم ولم يستطيعوا أن ينالوا من مكانتها، وكما استطاع يوسف أن يوفر الحصاد وينقذ مصر من الجوع والفقر، قامت قطر بتنويع مصادر حصولها على الأغذية والأدوية واستعانت بمواطنيها ودعمها زيادة الإنتاج والصناعة، لدرجة أن أصبحت قطر اليوم تأكل من خيراتها، ورأينا المنتج المحلي في كل مكان واستطاعت القيادة الحكيمة أن تبني جسورا من التعاون والتنسيق مع دول العالم المتقدم للاستفادة في حصولها على احتياجاتها المختلفة دون الحاجة إلى الإخوة الذين كانوا يحيكون المؤمرات في الليلة الظلماء حسدا وحقدا على قطر، وكما استطاع يوسف أن يعيش الأمن والأمان مع والديه ويغفر لإخوته، استطاعت قطر أن تعيش ذلك المناخ من الأمن والأمان وتوفره لمواطنيها وكل من يعيش على أرضها وما خفي أعظم.