11 سبتمبر 2025

تسجيل

أبوظبي.. إمارة الغدر

11 مارس 2018

السؤال الذي يطرح نفسه: هل أبوظبي تريد القضاء على آل سعود والسعودية؟ للإجابة على هذا التساؤل يتحتم علينا الرجوع قليلاً، وليس بعيداً، في التاريخ. وقبل البدء فإننا نستنكف ونترفع عن ذكر اسم من خطط لزوال السعودية في جريدة محترمة كجريدة الشرق والسبب في ذلك: 1. لوضاعته في تنفيذ خططه. 2. ولرغبته في زوال مجلس التعاون الخليجي. 3. ولدناءة أساليبه المستخدمة. 4. ولفحاشة اللغة لوصف من يخالفه. 5. ولحربه وتقتيله لمن قال "الله ربي". ولكن مع كل ذلك، فإن الشخصية التي نعنيها معروفة للجميع. ولنبدأ بالمقال. إن الحظر النفطي "الصوري" الذي اتخذته منظمة الدول العربية المصدرة للنفط "أوابك" على الدول الداعمة لإسرائيل في حرب 1973، وبخاصة أمريكا وهولندا، جعل الدول الأوروبية تتطلع لتأمين مصادر تدفقه للأسواق العالمية. وبدأت خططهم، وبخاصة بريطانيا، لإحكام القبضة على دول الخليج العربي التي كانت تعد من أهم المناطق الإستراتيجية لتصدير النفط الرخيص. لكن تنفيذ خططهم لن يكون سهلاً بوجود عراق قوي. ولهذا قام الأمريكان، وحلفاؤهم من الإسرائيليين والإيرانيين، برسم خليج عربي بدون أي دولة عربية قوية تتواجد فيه. ففي البداية عمدوا إلى إهلاك العراق بحرب ثماني سنين عجاف مع إيران لإنهاكها عسكرياً ومادياً (1980 – 1988). لقد التقى مخطط الهيمنة الإيرانية مع مرامي الإستراتيجية الأمريكية الجديدة في الخليج لإقامة نظام أمني إقليمي مستقر، وبإزاحة العراق من الخط فإنه لم يتبق لهم، لتحقيق مآربهم، سوى السعودية التي لا يريدون مواجهتها بشكل مباشر، لثقلها الديني، ولأنها تشغل موقعاً متميزاً يربط بين آسيا وأفريقيا. ولهذا قاموا بخلق قلاقل داخلية بالسعودية على شكل احتجاجات ومظاهرات بالمنطقة الشرقية، وتفجيرات عمت مناطق السعودية المختلفة بقصد إلهائها بنفسها. لكن سعودية نايف بن عبدالعزيز كانت أقوى مما خططوا له. لذلك فشلت خططهم بإنهاك السعودية، وإبعادها كدولة أساسية في صناعة القرار الخليجي والعربي والإسلامي. وبعد دراسة الخطط الأخرى لتنفيذ مآربهم لم يجدوا سوى زعزعة أركان البيت السعودي والخليجي من الداخل بهدف خلق كيان جديد يحل محل السعودية في قيادة المنطقة يكون أكثر سهولة في التعامل معه. وبعد استعراض الاسماء وجدوا أن مطلبهم يتمثل في شخصية ظبيانية. وفي 1989 تمت دعوة هذه الشخصية إلى أمريكا، وعرضوا عليه، في الاجتماع الذي عقد بالمحفل الماسوني، أن يكون قائداً للخليج بعد القضاء على السعودية، وقيادتها المترهلة. هذه الشخصية وافقت على الأمر، وبخاصة أنها تطمح إلى دور أكبر على مستوى الخليج وللانتقام من آل سعود، الذين كما يزعم، أجبروا رئيس الدولة الإماراتية على توقيع اتفاقية جدة 1974. ولخوف أمريكا وإيران وإسرائيل من قيام صدام من كبوته فلابد من القضاء عليه شخصياً، فلهذا أوعز الأمريكان لصدام حسين بغزو الكويت، مع الضمان بعدم التصدي لذلك الغزو، لأن الأمر يعتبر شأناً داخلياً. وبدون بصر ولا بصيرة من الرئيس العراقي، وبسبب الشحن النفسي له على الكويت وقادتها، قام في 1990، بالغزو المشؤوم. فقامت أمريكا بتجييش العالم ضد العراق، وتمت تصفية دوره الخليجي والعربي. ولضمان عدم وصول صدام آخر للعراق، فقد جعلوا حليفتهم إيران هي المهيمنة على مقدرات العراق. ومخطئ من يقول إن عملية "عاصفة الصحراء" إنما حركتها الشرعية الدولية، والرغبة في إرجاع الحقوق إلى ذويها. فاستعادة حكومة الكويت لسيادتها وشرعيتها على أراضيها لم تكن تعني الكثير بالنسبة لأمريكا أو للغربيين. وفي 1993 تم ترتيب أول لقاء بين هذه الشخصية ومحمد دحلان، الذي كان يستعد لتسلم مهمة إدارة جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني. كانت الخطط تسير كما خطط لها حتى أن توقيع قطر اتفاق تعاون دفاعي مع أمريكا، في 1991، لم يكن يعني أي شيء لعلمهم أن سمو الأمير الأب الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، نسأل الله له الرحمة والمغفرة، أمير قطر الأسبق يسير في ركب السعودية وصديق حميم لرئيس الإمارات. لكن وصول سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إلى الحكم في 1995 قلب كل الحسابات لمعرفتهم أن الشيخ حمد له شخصية  مستقلة، وأنه لا يسير في ركب السعودية وبخاصة ما صدر منه ضد السعودية في حادثة الخفوس. تم استغلال كره السعودية للشيخ حمد فقام هذا الظبياني، في 1996، بعمل مشترك مع السعودية وتابعتهم البحرين بدعم من رئيس مصر بمحاولة إرجاع الشيخ خليفة للحكم. ولكن، والحمد لله، فشلت تلك المحاولة. قام الأمريكان بترتيب حصول هذه الشخصية على المكانة والمنصب اللائقين. فقاموا بالضغط على زايد وتم تعيينه، في 2003، في منصب رفيع جداً، وهذا التنصيب أمر جديد ومخالف لأعراف دولة الإمارات. والعجيب أن زايد توفى بعد مرور سنة من هذا التعيين. وبدأت عملية هدم مجلس التعاون الخليجي من خلال القضاء على السعودية. فقام، في البداية، بالإعتراض على اتفاقية جدة 1974 بحجة أنه تم توقيعها من رئيس دولة الإمارات في ظل ظروف استثنائية (الاتفاقية وقعت بين أبوظبي والسعودية بشأن رسم الحدود بينهما في واحة البريمي وخور العديد والتي حصلت بموجبها السعودية على "سبخة مطي" الغنية بالنفط (حقل الشيبة) وعلى خور العديد). قال له ملك السعودية، في تلك الفترة، عبدالله إن الموضوع منتهٍ وتم توثيقه في الأمم المتحدة. وفي 2006، تم إصدار خرائط رسمية جديدة يظهر فيها خور العديد تابعا للإمارات، ويظهر وجود اتصال بري بين الإمارات وقطر. وفي 2009 أوقفت السعودية دخول المواطنين الإماراتيين إلى أراضيها باستخدام بطاقات الهوية لأنها كانت تحتوي على خريطة بها خور العديد. وفي 2010 قام زورقان من خفر السواحل الإماراتية بإطلاق النار على زورق سعودي في خور العديد، واحتجاز اثنين من أفراد حرس الحدود السعودي. ذهبت هذه الشخصية، بعد ذلك، إلى السعودية لمساومة السعودية بحراس الحدود مقابل إلغاء اتفاقية جدة، ولكن هذه المرة لم يقابلهم الملك، بل قابلهم نايف بن عبدالعزيز الذي رفض طرح موضوع الاتفاقية للنقاش، وأنهى اللقاء معه (يعني طرده). وبهذا أصبح ناقماً على السعودية بشكل أكبر، وبدأ يفكر في رد الاعتبار على عملية طرده، وتصادف ذلك بوصول دحلان، في 2011، مهرباً من فلسطين إلى أبوظبي. طبعاً دحلان ليس بغريب على هذه الشخصية فهما اشتركا في تمويل شن الهجوم الإسرائيلي على غزة، وبدعم الاقتتال بين فتح وحماس. بل وصل الأمر، وبتوجيه من دحلان، بطرد أعداد كبيرة من الفلسطينيين واللبنانيين من الإمارات حتى لا يشكلوا جبهة داخلية تقاتلهما. ذهب نايف بن عبدالعزيز، في صيف 2012، إلى جنيف لقضاء إجازته السنوية، وعمل فحوصات طبية عادية تم تحديد مواعيدها سابقاً. طبعاً الأعمار بيد الله، ولكن المفاجأة أن نايف توفي في جنيف، وكما قيل، بالسكتة القلبية. الصراحة ما ألوم محمد بن نايف عندما قال إن والده مات مقتولاً. فرح بموت نايف شيعة المنطقة الشرقية ومن كان يصف نايف بالقرد. وبعد رحيل نايف، ولتجاوز الملك عبدالله، فقد قامت هذه الشخصية بالتركيز على دعم بندر بن سلطان مدير المخابرات وخالد التويجري رئيس الديوان الملكي في مواجهة ولي العهد آنذاك سلمان بن عبد العزيز ووزير الداخلية محمد بن نايف. إن وصول محمد دحلان لأبوظبي، في 2011، وعمله كمستشار أمني لأرفع شخصية بالإمارات غير من طبيعة التخطيط للصراعات في المنطقة، وبخاصة أن المنطقة تمر بفترة ربيع عربي قد يقلب كل مخططاتهم. وفي الختام نقول إن الظبياني عرف أنه لن يستطيع مقارعة السعوديين بشكل مباشر فكان أمامه، ليحقق هدفه بالقضاء على آل سعود، أن ينال من حليفهم الأساسي والمتمثل بدولة قطر، ومن كل حركة إسلامية سنية، هذا ما سنأتي على ذكره في مقال قادم إن شاء الله. وفعلاً لقد صدق، وهو كاذب، "لو علم الإماراتيون ما أفعل لرجموني بالحجارة". والله من وراء القصد،،