14 سبتمبر 2025

تسجيل

مريم مداد القلم والمراكز الصحية ويوم المرأة

11 مارس 2016

ناديت من على هذا المنبر بتأميم مريم الخاطر لصالح الثقافة والعلم والانتماء، لأن السيدة الخاطر عندما تتناول موضوعا فإنها تشبعه فكرا وقولا وحسن معالجة، لغة عربية راقية، أدبا جما في تناولها لأي موضوع، تقول الحقيقة دون إساءة لأحد، تحتج لكنها لا تتطاول على أحد، توجه إلى الجادة السليمة لتحقيق الهدف المنشود، وتقترح حلولا، ولا تطلق القول على عواهنه. (2) كتبت الدكتورة مريم الخاطر في (الشرق 8 / 3) مقالا بعنوان "سأمرض في تمام الساعة الثامنة بتوقيت مكة المكرمة" ذلك القول يعبر عن احتجاج بأدب جم على الإجراءات الإدارية في معظم المراكز الصحية إن لم يكن كلها، لم تقل إن العاملين الإداريين في مكتب الاستقبال في تلك المراكز مقصرين في أداء واجب الوظيفة، بل قالت: إنهم لم يدربوا من قبل واضعي الخطط. لقد أنحت باللائمة على جهة التخطيط (شركة كندية) لتبعد عن العاملين الإداريين أي شبهة في التقصير. تذكر الكاتبة أن مؤسسة الصحة الأولية قد حصلت على الاعتماد البلاتيني عام 2014 من المؤسسة الكندية للجودة بعد تقييم شامل استمر ثلاث سنوات، وأشادت الخاطر بعراقة مؤسسة الاعتماد آنفة الذكر، لكن الخاطر تؤكد انتفاء قيمة الجودة إذا لم تصل المستخدم وهو الهدف، إذ يتعذر وصول المريض إلى الطبيب أصلا كما تنتفي أهمية الاعتماد إذا لم يخلق بيئة صديقة تحتضنه وتطبقه.في هذا الإطار وقبل نشر مقالة بنت الأكرمين اتصلت بالمركز الطبي في منطقتنا لأخذ موعد لمريض في منزلي قبل أكثر من 24 ساعة، وجاء الموعد لحضور مريضي المتعب في اليوم التالي الساعة الثامنة صباحا، وحضر المريض قبل نصف ساعة من الموعد وبقي مريضي ومرافقه ينتظران دخولهما على الطبيب ودامت فترة الانتظار ساعتين، قلنا عندنا موعد وحضرنا قبل موعدنا بنصف ساعة فلماذا التأخر عن دخولنا للمعاينة؟ قيل زحمة المراجعين، قلنا أليسوا بمواعيد، قيل لنا كلهم بمواعيد إحنا نعطيهم موعدا واحدا ومن "سبق لبق"، قلنا كنا من السباقين، ولم نلبق، قيل لنا لا يوجد إلا طبيب واحد وعليه ضغط. هذه حالة تؤكد ما قالت به صاحبة (مداد القلم) فهل من حلول لدى وزيرة الصحة والعاملين معها؟ المراجع للمراكز الصحية أو مستشفى حمد ومؤسساته قد يكون موظفا عاما والناس متكدسة أمام مكتبه تنتظر وصوله لحل مشكلاتهم وهو ينتظر دوره في مكان آخر، قد يكون مدرسا والطلاب ينتظرون أستاذهم، وقد يكون مهندسا والعمال ينتظرونه ليوجههم لإنجاز مهامهم، لماذا هدر الزمن وكل منا يحمل في معصمه ساعة تقدر قيمتها بآلاف الريالات ولا أقول مئات الآلاف.(3) تظهر السيدة الخاطر في ميدان آخر وعلى نفس الصحيفة (الشرق 9 / 3) هو ميدان "يوم المرأه العالمي، أو اليوم العالمي للرجل" تتسابق الصحف وكتاب الأعمدة للحديث عن هذا اليوم العالمي وأهميته، فتنطلق مريم معبرة عن احتجاجها وعدم اقتناعها بتخصيص يوم للمرأة، مقتنعة بزيف ادعاءات الأمم المتحدة في كل ما تتولاه من الحقوق الإنسانية والمدنية، لأنها ترى يوميا على شاشات التلفزة العالمية مآسي المرأة العربية المسلمة في مخيمات البؤس في أوروبا دول اللجوء، وهي هاربة من بطش أنظمة قاهرة، صواريخ روسية وقنابل تنصب على رؤوس المدنيين رجالا ونساء في سوريا الحبيبة، وبراميل متفجرة تسقط من طائرات صناعة روسية على الشعب السوري دون تمييز من أجل حماية نظام فاسد ظالم حاقد، راحت المرأة بأطفالها إلى ديار المدافعين عن حقوق المرأة والاحتفال بيومها العالمي الذي سنته الأمم المتحدة لتجد مخيمات البؤس في انتظارها فأي يوم عالمي للمرأة تتحدثون عنه؟تؤكد صاحبة "مداد القلم" أنها ليست مقتنعة بيوم خاص للمرأة لأن الله جعل كل أيامه للإنسان بلا تمييز، وكرم الإسلام المرأة فأحسن إكرامها، الله عز وجل استمع إلى قولها وهي تحاور زوجها وأنزل سورة كاملة في هذا الشأن (سورة المجادلة) كما أن هناك العديد من السور القرآنية التي تتحدث عن المرأة وحقوقها التي منحها الله عز وجل. إذا كان الغرب اليوم يحتفل بيوم المرأة فماذا قال فلاسفة الغرب ورجال الكنيسة هناك عن المرأة؟ كانت الكنيسة تنظر إلى المرأة على أنها مصدر إفساد للإنسان وهي فخ الشيطان وهلاك الروح. لقد دمغها يوحنا بقوله الشهير "ليس هناك بين كل وحوش الأرض المفترسة من هو أشد أذى وضررا من المرأة". البابا بولس التاسع أعلن بعد الثورة الفرنسية 1854 عن عقيدة "الحمل بلا دنس" مؤكدا بذلك اللعنة الأبدية التي أنزلت بالمرأة كمرأة. الفيلسوف الألماني فردريك نتشه يقول: المرأة خلقت لخدمة الرجل ولا تكون إلا تابعة له، الرجل خلق للحرب والمرأة لاستراحة المحارب.خر القول: مرة أخرى، مريم ثروة قومية ثقافية واجبة التاميم لصالح الثقفة والفكر.وازيد القول: لا تغرنكم الدعايات الغربية والاحتفالات بيوم المرأة العالمي فهي بلا جوهر.