12 سبتمبر 2025

تسجيل

سحب السفراء من قطر

11 مارس 2014

لقد كان البيان الذى صدر بسحب سفراء الدول الشقيقة السعودية والامارات والبحرين ربما كان خبرا مفاجئا وصدمة كبيرة لدى الجميع وربما الشارع القطرى على وجه الخصوص لما تربطنا من روابط خليجية واحدة وسقف خليجى ذات طابع انسانى وثقافى واجتماعى واحد يتسم بروح الاسرة الممتدة جذورها منذ خرجنا إلى هذه الحياة ونحن لم تسد بيننا سوى روح الاخوة والصداقة الحميمة فى كل الاحداث والمواقف التى نتعايشها سويا مع بعضنا البعض ابتداء من رؤساء وحكام وامراء وشيوخ إلى كافه الشرائح الطبقية التى تسكنها المنطقة الخليجية من مسؤولين وعلماء ودعاة واعلاميين وتربويين ومثقفين فتجد الجميع رغم اختلافات وجهات النظر التى تشبه الرياح العابرة فى فصول الشتاء والصيف وترحل ويأتى عقبها هواء بارد او ربيع ينشر نسماته على الجميع وينسيك ما عانيته من هذه الرياح العنيفة التى اشعلت مطبات هوائية عابرة ورحلت ولم تعد وإذا عادت فستمضى مرة اخرى لتجدد لك الاوكسجين النقى من جديد لتستنشق هواء افضل مما كنت عليه وها هو ما حدث الان بعلاقاتنا مع الدول الشقيقة رياح عابرة وستختفى بسلام بحكمة واتزان حكامها وقوة ترابطهم منذ الازل وهى ليست علاقات عابرة او علاقاتها كعلاقتنا باى دولة عربية او اجنبية وهذا الكل يؤمن به وليس عليه اى خلاف بيننا ومنها عرفت قطر بقوة قراراتها ودبلوماسيتها فى كيفية الحفاظ على علاقاتها سواء كانت بالدول الشقيقة والعربية وغيرها وعند حدوث اى خلل يعوق هذه العلاقات الرائدة لديها قدرة عالية على احتوائها بصورة راقية تجبر الاخريين على تخطى اى تحديات او عقبات تعوق هذه الانسجة المترابطة من العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لدرجة تعوق اعدائها من تحقيق اى اهداف يحاولون تحقيقيها والسعى لها بكل الطرق ولكن قطر تتعامل بصورة فكرية اكبر واشمل مما يطمحون له بقرارات حكيمة ذات انطباع تحتوى فيه قلوب وعقول الجميع فى آن واحد وهذا ما ننتظره فى الوقت الراهن من ربان السفينة القطرية فى مواجهة ما يعوقها من تحديات وهى على قدر كبير من تحمل المزيد من المواجهات للوصول الى سلامة وامن واستقرار العلاقات الاخوية قبل امن وسلامة الخليج والمنطقة العربية باشملها، هذا من جانب، ومن جانب اخر نرى الوحدة الاجتماعية الرائعة فى مواقع التواصل الاجتماعى الالكترونى، روح التكاتف التى ابهرت الكثير منا بان ما صدر من بيان فهو خلاف عابر وسينتهى فى اقرب وقت قادم والشعوب الخليجية والعربية ليس لها اى علاقة بهذا الخلاف البسيط لان علاقاتنا ببعض اكبر واشمل من توترات مؤقتة ولن تؤثر على الشارع الخليجى ولا العربى ولكن ما نأمله من الطرف الاخر من السادة الاعلاميين والكتاب والتربويين توخى الحذر في اختيار الكلمات والعبارات التى تسيئ للوطن وللمنطقة باشملها من خلال الحوارات غير الهادفة ولا توصلنا الى حلول سوى بث الاثارة والفتن والتطاول بالفاظ تحسب علينا كمواطنين وخليجيين تحكمنا ثقافة اجتماعية وسياسية واحدة، وسرد احداث سياسية متنوعة الاحزاب والاتجاهات ويربطها بما يدور فى الوقت الراهن ويحاول بثها باشكال واساليب تثير غضب الساحة الخليجية والعربية وندخل فى سرداب المشاحنات النفسية والثقافية والسياسية وسمحنا إلى من يتمنى هذه اللحظات بالتدخل واثارة الغضب والفتن بطرق متعددة بناء على مناقشات سلبية ونحن فى وقت نحتاج انا وغيرى من شرائح المجتمع بكل فئاتة الطبقية والتعليمية والثقافية إلى من يحملنا الى بر الامان والاستقرار بفكره وحكمته وثقافته المتزنة فى شرح ما يدور والعبور منه حتى نتنعم كما نحن بنعمة الامن والامان والاستقرار والرفاهية كما وفرها لنا قادتنا بالمجتمع ولن نسمح بمن يحاول ان ينهب منا هذا الترابط الاجتماعى وهذه النعمة المحرومة منها شعوب كثيرة فى ظل احداث الربيع العربى المؤلم ولذا نتمنى ان نكون شعوبا صامدة وقت الشدائد وراء قادتها بالفكر والعقل والحكمة والاتزان وكل منا وهو فى مجال عملة وبيئته التى يسكنها يعمل بان تقف الشائعات والكلمات والسلوكيات السلبية وغير الايجابية عنده وتكون الردود من اجل مصلحة الوطن وليس من اجل المصالح الخاصة والشهرة والتشهير بالاخريين وان ندرك جيدا بان بيننا ممن مستواهم وثقافتهم محدودة للغاية ولا يدركون ما يدور من احداث وانت وانا نمثل لهم مصدر المعلومات الثقافية والسياسية سواء خاطئة ام صحيحة واخيرا اللهم احفظ قطر وأمنها واستقرارها ووفق قادتها لما فيه الخير والصلاح حتى نصل إلى بر الامان والاستقرار.