12 سبتمبر 2025

تسجيل

انحسار غزة من الأذهان

11 فبراير 2024

شيئا فشيئا تنحسر أخبار غزة ويتناسى هذا العالم الذي استيقظ على (طوفان الأقصى) في السابع من أكتوبر الماضي وذرف دموعه عما جرى في إسرائيل من (إرهاب) تبنته حركة المقاومة حماس وأشغل الأرض من جهاتها الأربع بقضية إعادة الأسرى الإسرائيليين بأي طريقة كانت، بينما أخبار الشهداء الذين يسقطون بصورة يومية من أهل غزة تخف مع الوقت وما عاد أحد يهتم بكل هذه الأحداث الدموية التي ترتكبها إسرائيل بمباركة من حكومات وقيادات كثيرة تقف شعوبها ضدها ولا تزال هذه الشعوب تذكر هذا العالم بأن غزة لا تزال تحت القصف وأن المجازر الإسرائيلية تُرتكب بشكل يومي ولا يوجد حتى هذه اللحظة أي حل أو بوادر لوقف هذا العدوان الذي كان يجب أن يتوقف دون أي شروط أو اتفاق أو حتى هدن إنسانية لم تحترمها إسرائيل ولم يستفد الفلسطينيون منها في أي شيء بل إن المستفيد منها كان الإسرائيليون وحدهم رغم تباكيهم المستمر على أسراهم من الجنود والمجندات الذين قُتل منهم على يد القوات الإسرائيلية سواء بصورة مباشرة أو العكس. اليوم تبحث في مواقع الأخبار العربية لتصطاد خبرا أو اثنين عن أحداث غزة فتجد خبرا ينزوي في ذيل الصفحة وكأن الأطفال الذين لا تزال إسرائيل تستهدفهم بوحشية لا يستحقون أن يتصدروا الخبر وأن تقوم قيامة الإعلام العربي لأجل دمائهم وقبورهم التي تنبشها الدبابات الإسرائيلية وتسرق جثامينهم الصغيرة لتحرق قلوب عائلاتهم ولكن لا يوجد من هذه القيامة سوى تتبع لآخر المباحثات من أجل صفقة تبادل أسرى بين الجانبين وماذا كان رد حماس على مقترح باريس وما هو رد فعل تل أبيب على هذا الرد وهلم جرا ومن يُقتل من أهل غزة يُقتل ومن يُهجر منهم لا يزال يُهجر ومن يُصاب منهم يظل مصابا فلا يوجد من لا يزال مهتما بالعدوان على هذا القطاع الذي تجاوزت أيام عدوانه الـ 120 يوما ولا يوجد من يكون صاحب الصدارة في إيقاف كل هذا النزيف الذي إن كان على شكل استهداف بالقتل والتصفية فإنه يأتي أيضا على شكل جوع وبرد يجمد أطراف الصغار والكبار معا فحتى المساعدات الإنسانية التي كان يجب أن تصل دون مباحثات أو مداولات لاعتبارات إنسانية بالمقام الأول لم تصل ولا تصل ولم يستفد منها أهل الشمال المنكوب والآن أهل الجنوب المستهدف في القطاع الذي لا يوجد أي جزء منه في منأى عن الإرهاب الإسرائيلي الذي تسير عجلته على مدار هذه الشهور تحت هدف واحد معلن وهو القضاء على حماس، بينما الأهداف الضمنية هي قتل كل أهل غزة لا سيما الأطفال الذين قال نتنياهو يوما إن إسرائيل تسعى لخلق جيل فلسطيني جديد لا يكن كل هذه الكراهية لإسرائيل وينشأ على التأقلم والتعايش معها رغم رفضه التام لحل الدولتين ولا يسعى هو وقيادات هذا الكيان المحتل للوصول إلى هذا الحل الذي من المستحيل بل من عاشر المستحيلات أن يتحقق باعتبار أن حدود 1967 باتت مستعمرات ومستوطنات إسرائيلية ولا يمكن أن يوافق الإسرائيليون على هذا الحل الذي يصر الكثير من العرب والخليجيون عليه لا سيما قطر ومؤخرا أعلنت الرياض انه لا علاقات يمكن أن تكون في المستقبل ما لم تُعلن دولة فلسطينية مستقلة على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية فهل يمكن لتل أبيب بعد استعمارها الطويل هذا أن تقبل بهذا الحل وأن ترضى أن تكون للفلسطينيين دولة مجاورة لإسرائيل وبالشروط الدولية التي سنها مجلس الأمن ولم يمتثل لها الإسرائيليون ولن يمتثلوا مهما نادى العالم بهذا الحل ولكن ما يهمنا الآن هو أن يتوقف العدوان بأي طريقة كانت والآن قبل بعد قليل ولكن متى وكل ما يهم العالم اليوم هو أن يعود الإسرائيليون إلى كيانهم المهلهل دون دفع دية لآلاف من الشهداء الفلسطينيين الذين يسقطون ولا دية لهم!.