16 سبتمبر 2025

تسجيل

البوشيه

11 فبراير 2021

• لست من هواة متابعة المسلسلات وانتظار ثلاثين حلقة للوصول للحلقة الأخيرة، أو انتظار مئات الحلقات والأجزاء والتسمر ساعات طويلة أمام شاشة التلفاز أو الانزواء مع الأجهزة الحديثة لإكمال الحلقات من المواقع منعاً للانتظار والتشويق. • إلا أن ظروف كوفيد - 19، وما جاء به كورونا من واقع مختلف، وما فرضه على العالم من حجز منزلي، وعمل عن بُعد وتعطيل الحياة الاجتماعية والتواصل والخروج وغيرها من أنشطة دعت للجلوس لمتابعة عدد من المسلسلات الخليجية والعربية.. والذي نتمنى ألا تعود الحياة لتلك الفترة من كآبة وتعطيل للحياة. • أقف عند المسلسلات الخليجية أو الكويتية محمد علي رود، وكسرة ظهر، والديرفة، ولا موسيقى في الأحمدي، ما لفت انتباهي ومشاهدتي أن قصص المسلسلات تكون أحداثها في حقبة زمنية تاريخية قديمة عاشتها المنطقة، زمن البدايات وزمن البساطة وزمن كانت المعاني والقيم والتواصل والألفة وقيمة الجيرة وجمال يسيطر ويفرض وجوده رغم صعوبة الظروف والحياة. • كذلك لفت انتباهي الحرص على ارتداء العباءة وغطاء الرأس والوجه "البوشيه" أو "الغشوة" لممثلات المسلسلات في مراحل عمرية مختلفة، في تحركهن وخروجهن، وفي حديثهن مع الرجال وعند فتح الباب لأي طارق غريب، وبساطة ملابسهن وبساطة الحياة بشكل عام، وبساطة لعب الأطفال ولهوهم وبساطة الحياة وطيب النفوس. • ما يميز تلك الفترة من تاريخ دولنا، وما يميز البنات والنساء بظروفهن ومستواهن وحالهن الاجتماعي حرصهن على الحشمة والستر الذي هو أصل المرأة وأصل جمال الحياء الذي يميزها. • تجد المشاهدين من أعمار مختلفة يستمتعون بمتابعة أحداث هذه المسلسلات لمشاهدة أحداث وملابس وديكور لم يروه واقعاً ولم يعيشوه، فالماضي يتميز بعبقه وإرثه وتراثه وتاريخه وجمال حواره، الذي يجد فيه الكاتب المساحة للتأليف، ويجدون كذلك فيه الفكرة لفتح المشاريع والمطاعم على الطراز القديم لثقتهم أن ذلك يجذب ويشد المتابع والباحث عن التميز. • عندما تتابع المسلسلات والمشاهد الخاصة بالنساء والبنات، تتساءل ويخطر بذهنك: هل عطل البوشيه الرؤية وكان سبباً في تعثر بنات ونساء ذلك الزمن من غطاء وجوههن وحركتهن؟!، هل لبس العباءة على الرأس والخروج للعمل وقضاء احتياجاتهن كبت حريتهن وانطلاقهن وتميزهن ودراستهن وسفرهن وانتقص من عقولهن وتفكيرهن؟!، هل الحرص على الحشمة والحياء انتقص من جمال نساء ذلك الزمن وكل زمن ومكان؟. • تلك البساطة التي حرص عليها المخرجون ومنسقو الملابس في اختيارهم، حرص وذوق مريح للعين والمشاهد، حتى أن اختيار بطلات وممثلات تلك الفترة له مقاييس يختارها المخرج بألا تتعارض عمليات التجميل وتشوه جمال وبساطة الماضي الجميل بكل ما فيه. • آخر جرة قلم: إن كان التراث والتاريخ والماضي نبعاً فياضاً ونبعاً كريماً وغنياً وإلهاماً يلهم الكتاب لرسم أحداثه في سيناريوهات تتوق الروح والعين والنفس لمتابعتها والتعرف على تفاصيلها، فالعين والروح تعيشان زمناً ترى فيه العجب العجاب من صور تعرٍ وجراءة ورقص ومشاهد تخدش معنى الحياء وتناقضات ترفضها النفس السوية، صور تعكس فراغاً تعيشه بعض العقول ولا تجد من سرعة شهرة ووصول ومال وثراء إلا بمخالفة الفطرة السوية وما تتميز به الأنثى من حياء وستر وحشمة، يميزها ويجعلها ملكة. [email protected] @salwaalmulla