05 أكتوبر 2025
تسجيللأنني من ضمن كوكبة المنظمين لكأس العالم للأندية، التي تختتم مبارياتها مساء اليوم الخميس في الدوحة، والتي أُقيمت في الفترة من 4 فبراير حتى اليوم 11 من فبراير الجاري بإذن الله، فإنني أقولها وبثقة كاملة إن قطر ستكون قادرة بحول الله على تنظيم أروع كأس عالم في تاريخ الفيفا عام 2022، وإن بقيت كورونا جاثمة على القلوب والصدور وتتنقل بين دولة وأخرى وتتحور لتخرج بسلالات جديدة وأشكال متفرقة، ليس لأننا نتحدى بهذا انتشار هذا الفيروس وخطورته، ولكن لأننا قادرون إن شاء الله على تطويع كل الظروف من أجل نجاح نسخة فريدة من كؤوس العالم التي تأتي في ظروف مغايرة لما أتت عليه ما قبلها، فالجميع يخضع لفحوص دورية ولا يدخل الدولة إلا من يثبت خضوعه لهذا الفحص وخلوه تماما من الفيروس، كما يخضع لحجر فندقي احتياطاً والدولة بكامل مؤسساتها لا سيما وزارتا الصحة والداخلية تحديدا تجتهدان اجتهادا واضحا وحثيثا لتأمين إقامة مثل هذه البطولات العالمية التي تأخذ منحى إعلامياً كبيراً وواسعاً في شتى أنحاء العالم، وتثبت قطر في كل مرة أنها قادرة على تطويع الظروف بفضل من الله وتوفيقه أولا ثم بفضل جهودها وحنكتها في إقامة أي حدث كبر أم صغر وتسييره بسلاسة حتى إيصاله إلى بر الأمان. ولذا يأتي ختام كأس العالم للأندية، التي كانت مقررة في شهر ديسمبر 2020 وأقيمت في مطلع فبراير الجاري بأمان بعد أن أخضع بروتوكول البطولة كل فرد مشارك أو حاضر لمبارياتها لهذه الفحوص التي تؤمن عدم انتشار العدوى بالصورة التي يمكن أن نعتبرها إجهاضاً بحق جهود المجتمع بكافة مؤسساته وأفراده التي تسعى بكل ما أوتيت من قوة ووقت ومال للحد من انتشار كوفيد - 19 أو دخول إحدى سلالاته المتحورة الجديدة منه إلى البلاد، وإن كان هذا متوقعاً بحسب التصريح الأخير للدكتور عبداللطيف الخال مدير مستشفى الأمراض الانتقالية، ولكن أن تقام مثل هذه البطولة في ظل الإغلاق الذي تشهده مجتمعات خليجية وعربية بسبب انتشار حالات الإصابة لديها والقيود المتجددة التي فرضها مجلس الوزراء مؤخراً على بعض المجالات التي رأى أنها يمكن أن تكون سبباً في ازدياد عدد الحالات بصورة ملحوظة عما كانت عليه في الشهور القليلة الماضية فهذا يعد سابقة تؤكد أن الدوحة يمكنها أن تطوّع الظروف إلى ما تريده بصورة مأمونة الجانب حتى انتهائها ثم اتخاذ ما يلزم لسد الطريق تماما من ارتفاع حالات الإصابة بالصورة التي لا نأملها بإذن الله في المستقبل القريب رغم أن عدد الحالات بات يقارب الـ 500 حالة يوميا وهذا ارتفاع ينبئ بانتكاسة في الخط الموازي الذي كان يسير برتم هادئ طوال تلك الشهور، التي تجاوزنا فيها ذروة الانتشار قبل أن نتفاجأ بالسلالات المتحورة من الفيروس والتي خرجت في بريطانيا وجنوب أفريقيا وغيرهما ونحاول بقدر الإمكان أن نجعل من مجتمعنا مجتمعاً واعياً بالإحساس بالمسؤولية في تقليل عدد الإصابات إلى جانب عودتنا للحرص الذي كنا عليه مقارنة بدرجة التراخي التي انسقنا لها دون وعي في الالتزام بالإجراءات الاحترازية والشروط الوقائية. كأس العالم للأندية سوف تختتم مبارياتها الليلة بحول الله في استاد المدينة التعليمية، وهو حدث تقترب الفيفا من كتابة تقاريرها الكاملة عن مستوى التنظيم العالمي الذي يؤهل قطر لاحتلال مركز الصدارة فيه كعادتها، لكننا سوف نثبت معه أننا قادرون على العمل تحت الضغوط وأن التحديات تمثل لنا دافعا للإنجاز مع القدرة بإذن الله على تجاوزها بأقل الخسائر وهذا ما يروج له إعلاميون ونشطاء من الخارج الذين ينتقدون إجراءات وقوانين فُرضت على مجتمعاتهم مؤخرا بقولهم انظروا إلى قطر تقيم كأس العالم للأندية وفي نفس الوقت تعمل على وقف مد انتشار حالات الإصابة لديها حتى مع السماح للجماهير بالحضور والتشجيع، وهذا يعد أمراً يستحق الوقوف عنده ودراسته بصورة أوسع. ولذا يجب أن نكون على قدر هذا المديح في تكاتفنا بصورة أشمل وأكبر لنعود بالمؤشر إلى مستوياته الآمنة ونقيم كل من شأنه أن يرفع بأسهم دولتنا عالياً دون أن ندفع ثمناً باهظاً لكل هذا من الصحة والمال والوقت والجهد، فثروة البلاد من كل هذا نعم يجب الحفاظ عليها جيدا وإلا ما رأيكم؟. @[email protected] @ebtesam777