18 سبتمبر 2025
تسجيلبناء مجتمع صحي معافى، يتمتع أفراده بالصحة النفسية والبدنية، واللياقة الجسمانية والذهنية العالية، مطلب وهدف وطني عزيز، تعتني به الدول والمجتمعات الواعية المتحضرة، وتعد له خططا وبرامج متكاملة، ويعد نشر الوعي بأهمية الرياضة والتشجيع على مزاولتها باستمرار لتصبح أسلوب حياة خير سبيل لتحقيق ذلك الهدف الثمين. وكل نشاط حركي يعود على الفرد والجماعة بالخير والفائدة فإنه يمثل رياضة عملية سليمة، حيث يجدد الدورة الدموية، ويقوي مناعة الجسم، ويبعث في النفس الحيوية والنشاط، فالعمل المنزلي المتوازن للنساء والفتيات في البيوت يعد رياضة أسرية منتجة، من خلال التدبير المنزلي وأعمال الطبخ وترتيب الأثاث وتنسيق الحدائق، وتزيين الغرف وأعمال الخياطة والتطريز، إضافة الى أداء بعض التمارين الرياضية كالمشي في فناء المنزل، والاعتماد على النفس لطرد حالة الكسل والاتكالية على الخدم والسائقين، التي تفشت بسبب الترف والميل نحو الرفاهية وإدمان استخدام الأجهزة الإلكترونية، التي لم تعد آثارها السيئة تخفى علينا. وفيما يتصل بالرجال والشبان، فإن رياضة المشي نحو المساجد وزيارة الجيران وجولات شراء الاحتياجات اليومية من مجمعات الميرة والفرجان المجاورة، والزراعة وري النباتات إضافة الى النزهات البرية والبحرية، تعتبر رياضة تامة العناصر. مع الاهتمام بالتغذية السليمة والنوم في الأوقات الصحيحة والاستيقاظ المبكر، للحصول على قوام رياضي متناسق ومظهر صحي وحالة مزاجية طيبة. فإذا طبقنا هذه الأساليب العملية تكون حياتنا رياضية ونتمتع بصحة عالية وحيوية بإذن الله، ونؤدي كافة الأعمال والمهام بإنتاجية وفاعلية عالية، وليس مجرد ارتداء بعض الأزياء الخاصة أو تكلف اداء بعض الأنشطة المبتورة. ونحن مسؤولون عن اعتماد الرياضة أسلوبا يؤطر حياتنا العامة، وما نزال نردد المثل القائل (العقل السليم في الجسم السليم) وأنا أقول إن العقل السليم يقودنا الى الجسم السليم، وفي الحديث الشريف (المؤمن القوي خير وأحب الى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير). والحمد لله إن دولتنا العزيزة قطر تتميز بتخصيص يوم رياضي واعتماده إجازة رسمية لإيمانها العميق بأهمية الرياضة ودورها الحيوي الحضاري، وتقيم مؤسسات الدولة أنشطة وفعاليات رياضية متكاملة تلائم كافة الفئات. ونظرا لتوافد أعداد كبيرة من مختلف الجنسيات بين مقيمين وزائرين، واختلاف عاداتهم وثقافتهم، فإن الجهات المعنية مطالبة بتكثيف الرقابة على بعض الأنشطة والفعاليات وشركات تنظيم الاحتفالات، لضمان التزامها بالضوابط والشروط اللازمة، وكذلك منع بعض الممارسات الدخيلة المزعجة التي ما زلنا نعاني من انتشارها بتشغيل اصوات الموسيقى والإيقاعات الصاخبة وارتداء ملابس ورموز تخالف ثوابتنا الشرعية والاجتماعية، حتى يكون احتفالنا باليوم الرياضي احتفالا يليق بمكانة دولتنا العالية ويليق بعادات وقيم مجتمعنا القطري الأصيل. متعنا الله جميعا بالصحة والعافية وأدام علينا نعمة الأمن والاستقرار. [email protected]