تسامحٌ غير متسامح !

بعد تغريدة صغيرة تأسف صاحبها على إغلاق مركز للدعوة للإسلام في إمارة الشارقة كان سبباً في دخول ما يزيد على ألف إنسان إلى الإسلام توقف حساب الإماراتي أحمد مظلوم في إشارة إلى اختفائه قسريا وربما سجنه وتلقيه في هذه اللحظة تعذيباً شديداً على ما قاله وعُدَّ في عرف حكومة " التسامح " الإماراتية الظبيانية أنه خروج عن ملة هذه الحكومة التي احتفلت منذ يومين بأكبر قداس مسيحي على أرضها دعت إليه أكثر من 130 مسيحيا ومن يريد من المسلمين ممن وجدوها فرصة لأخذ مباركة البابا الذي استقبله ولي عهد أبو ظبي بخمس كلمات حرص المترجم على إيصالها للبابا وهي ( نحن اليوم أسعد شعب بالعالم ) واصفاً بلاده بأنها تمر بأعظم عام في تاريخها وهو عام التسامح بحسب الصورة التي يراها محمد بن زايد ويراها كثيرون من شعبه ومن المغيبين داخل سجونه المظلمة ومن جيرانه والدول العربية والغربية، أنها صورة مشوهة لا تمت للتسامح بشيء خصوصاً وأن أكثر الناشطين الحقوقيين الإماراتيين المعتقلين منذ سنوات في سجون ابن زايد قد تم اختطافهم وترهيب عائلاتهم من الشكوى وحرمانهم من زيارة معتقليهم الذين يلقون أعتى صنوف التعذيب ومنعاً من أقل حقوقهم وكم من مغرد لم يقل شيئاً يذكر حتى غيبته سجون محمد بن زايد على حين غرة كما حدث مع المفكر ناصر بن غيث الذي انتقد بصورة سطحية جداً قيام بعض المسؤولين في بلاده بالتصوير مع كبار الكهنة البوذيين بعد افتتاح معابد لهم في عمق الأراضي الإماراتية حتى انتشر بعد ذلك خبر اعتقاله وتغييبه عن أعين أهله ومتابعيه دون أن يذكر شيء عن ظروف اعتقاله أو محاكمته وما وصلت إليه. فعن أي تسامح تروج له أبوظبي وهي التي تعلن بين الفينة والأخرى عن عقوبة من يتعاطف ولو بكلمة مع قطر بالسجن والغرامة ؟! عن أي تسامح تحاول الإمارات الترويج له لمجرد إقامة قداس مسيحي وافتتاح معابد بوذية من خلال إشاعة أنها تشجع على تنوع الأديان على أرضها بينما حقوق من يسكنها ضائعة وحريتهم مراقبة ومسلوبة ؟! أي تسامح هذا الذي يجعل هذه الحكومة تغلق مراكز للدعوة للإسلام وتفتتح كنائس ومعابد وأديرة وتتحدث بكل بجاحة عن التسامح المفقود ضد دينها الأول وهو الإسلام ؟! أي تسامح يا ابن زايد وأنت لا زلت تواصل مخططاتك الشيطانية ضد قطر وتشيطن السعودية حتى أوصلتها إلى ما أوصلتها إلى شكل بشع من أشكال ( العلمانية ) التي سبق لسفيرك في واشنطن والذي يمثل هو الآخر رأس الشر هناك ( جوزيف العتيبة ) أن روج لها في الإمارات والسعودية والبحرين بينما وقفت قطر عقبة أمام تحقيقها في المجتمعات الخليجية ؟! هل هذا هو التسامح الذي كذبت أبو ظبي على شعبها الذي تعد فئة كبيرة منه من المستعبدين في أن الجواز الإماراتي يعد من أقوى جوازات السفر في العالم بينما قائمة الأقوى عالمياً تخلو من أي إشارة قريبة كانت أم بعيدة عن الإمارات وتتصدرها اليابان بينما كان الجواز الأمريكي يتذيل القائمة، ولكم أن تتخيلوا أي دول تضمنتها إن كان جواز ترامب في آخرها ؟! ماهذا التسامح الغريب العجيب الذي أودى بحكومة أبوظبي لانتزاع فتيل الأمان على الخليج في فجر شهر رمضان على دولة مسلمة جارة تم طرد كل قطري من على أرض الإمارات بعدها سواء كان عاملاً أو طالب علم أو حتى زوج أو زوجة أو أبناء ؟! هل هذا هو التسامح بالنظرة الصبيانية المخطط لها من قبل شيطان العرب ضد الخليج وضد الوطن العربي حتى وصل بهذا التسامح المريب إلى داخل أمريكا وبريطانيا وبعض الدول التي نستغرب كيف يمكن للأيادي الإماراتية أن تمتد لها ويكون لها مصلحة في هذا ؟! ولذا دعنا نخبرك ماهو التسامح بنظرتنا نحن الأسوياء الذين لا ننتظر تفجر الوضع في بلد ما ولا أزمة هنا أو هناك !. التسامح هو أن تكف يدك عن قطر والسعودية وعمان واليمن ولبنان وسوريا والعراق وليبيا والصومال والأردن والسودان ومصر والمغرب وتونس ! التسامح هو أن تقر بهزيمتك على يد قطر التي أفشلت كل مخطط شر ضدها كان منبعه تفكيرك المريض تجاهها وتتسامح مع نفسك الأمارة بالسوء لتهذب ما بقي منها من نفس بشرية بالصورة التي نأمل أنك تمتلك بقية منها ! التسامح هو أن تطلق كل صاحب حق مغيب في سجونك قال كلمة لم ينقص حق الوطن بسببها، لكنك أحسست أنها انتقصت من وضعك المتخلخل المتهلهل الكثير. التسامح هو أن ترد حقوق المواطنين القطريين التي نهبتها بعد فرض حصار قطر والموجودة على شكل عقود تجارية وأملاك شخصية وعقارات بناء وشهادات دراسية وتمد أواصر العلاقات المشتركة التي قطعتها لأسباب واهية. التسامح أن ترحم أبناء اليمن وتفك تمائم السجون السرية التي قتلت فيها من أبناء هذا الوطن واعتقلت ما تجعل سطور هذا المقال يئن كثيراً !. هذا جزء من التسامح الذي لن تستطيع وإن أفنيت عمرك الباقي تحقيقه ! قلت لي تسامح ها ؟!. فاصلة أخيرة: ( اِمحْ ) هذا ما تبقى بعد انتحار الحرفين الأولين من كلمة ( تسامح ) ! [email protected]