11 سبتمبر 2025

تسجيل

حلول آنية لمعالجة النقص الحاد في الغذاء

11 فبراير 2018

تخصيص مؤسسات زراعية لتوفير الأغذية تسببت الكوارث الإنسانية من نزاعات وتأثيرات سلبية للتغير المناخي في وقوع ملايين الأشخاص في فخ الجوع والفقر، وعمل على انتشار الأمراض، وفقدان التوازن في المجتمعات بسبب الخلل الذي أصاب الإنتاج الغذائي والزراعي في عالمنا، مما ساعد على تفاقم المشكلات. النداء الذي أطلقته منظمة الأغذية والزراعة الفاو لمكافحة الجوع الحاد في دول عديدة، يؤكد وجود فجوة غذائية بين حجم الإنتاج الغذائي والمستهلكين، وذلك بسبب عدم قدرة المنتجين على الوصول إلى الدول المحتاجة، وبهذا النداء لتوفير مليار دولار لانقاذ حاجة الناس الملحة للطعام ومكافحة الفقر والجوع. تقدر المنظمة الدولية أنّ ملايين الأشخاص من المرضى والمحتاجين والفقراء في 26 دولة حسب تقديرات احصائية هم في حاجة للغذاء المتوازن، وترى أنّ العدد في ازدياد مع غياب التخطيط البناء، والاتفاق الأممي المناسب في إنتاج الغذاء وتوزيعه. وتأمل المنظمة الدولية الفاو أن يسعى المانحون إلى تنظيم آليات عمل للمنتجين الزراعيين للوصول إلى ملايين المحتاجين في العالم، حيث يوجد قرابة 30 مليون شخص يعتمدون على الزراعة في سبل عيشهم، لذلك تسعى إلى رسم استراتيجيات إنتاجية مناسبة لتوزيع الغذاء. وتقدر الفاو عدد المتضررين من جراء انعدام الأمن الغذائي في بعض مناطق الشرق الأوسط وأفريقيا إلى 6 ملايين شخص، الذين تضرروا من النزاعات والاضطرابات المستمرة، وغياب المؤسسات الاقتصادية الفاعلة. وترى المنظمات الدولية أنّ الحل في تحويل الضعف إلى قدرات ممكنة من خلال زيادة التمويل الممنوح للمؤسسات الغذائية، وهذا يتطلب سنوات طويلة من العمل والجهد، إلا أنّ تفاقم الوضع الغذائي في عالمنا يتطلب آليات عمل عاجلة لإنقاذ ملايين المرضى والفقراء من العوز والجوع وإنقاذهم أيضاً من براثن المرض. في رأيي انّ الحلول الدولية لابد أن تنصب على استراتيجيات العمل الآنية، لأنّ المرض والفقر لا ينتظر أحداً، وأن تسعى تلك الجهود لاحتواء الضرر قبل أن نفقد ضحايا آخرين. من آليات العمل الفاعلة تكوين لجان فرعية تضع أهدافاً لها، بحيث تنفذ خططها خلال شهور ثم تعيد دراسة نتائجها بناءً على التغذية الراجعة من الميدان، والحاجة لفرق عمل من المهنيين والباحثين والزراعيين والمهتمين بالشأن البيئي لإرساء قواعد قابلة للتنفيذ وليس حبراً على ورق فقط. من تلك الخطط أيضاً، انّ توافر السيولة المالية الممكنة ستعمل على تخصيص مؤسسات زراعية في عدد من الدول تقوم بتوفير الإنتاج الغذائي وتوزيعه على المحتاجين بعيداً عن منظور الربحية، ولا تحمل هدفاً سوى القضاء على الجوع، كما يمكن للمانحين أن يشكلوا جماعات ضغط على الدول وأجهزتها الحكومية لتوفير مجموعات غذائية للمحتاجين من الفقراء والمرضى.