23 سبتمبر 2025

تسجيل

الحوار منهج الدول المتحضرة 

11 فبراير 2018

الحوار السلمي هو المصطلح الآمن لحل أي خلاف يقع بين الدول درءاً للوقوع في الخلافات والنزاعات الإقليمية والدولية ، فَلَو وجد الحوار المتعقل لما وجدنا الصراعات القائمة بين الدول وبين الشعوب في الدولة الواحدة فالعراق وسوريا واليمن نموذج للجهل بأهمية فنية الحوار في التعام  مع الآخر لمعرفة المطالب والوصول للأهداف بشكل سلمي ، هذا النهج الحواري هو الذي اتخذته قطر لسياستها كحل سلمي في تعاملها مع دول الحصار الجائرة للحفاظ على سيادتها من جهة وعدم الانسياق في مهاترات وارهاصات سياسية يدفع ثمنها الشعب الخليجي من جهة أخرى ، ومازالت تطالب به وفق المطالب التي فرضتها عليها دول الحصار لمعرفة الأهداف  والأسباب ومعرفة الحقائق والاستناد بالأدلة والبراهين للوصول لحلول بما يرضي الطرفين ، خوفا من انفلات الزمام ، واتساع  الدائرة في  الخلافات والتراشقات الاعلامية واشتعال  منصاتها بتغريدات تفتقد القيم والأخلاق .  وهذا ما حدث !!  وقد أعلنها الشيخ صباح الأحمد أمير الكويت في وساطته بأن قطر مستعدة لبحث المطالب ال13 التي فرضتها عليها دول المقاطعة والجلوس الى طاولة الحوار ، وأكده سعادة وزير الخارجية القطري في المؤتمر الصحفي الذي عقده مع نظيره  الأمريكي ،"التزام قطر بخيار الحوار   القائم على أسس واضحة وسليمة لا تعدي على سيادة الدول ولا تخالف القانون الدولي لحل الأزمة الخليجية " نعم ؛ فَلَو وُجد الحوار كما ارتأته دولة قطر في البداية  في التعامل مع الأزمة لما تُرك المجال للأكاذيب والادعاءات والاعتقالات والتشويهات والتحريفات لتأخذ خط سيرها في سياسة دول الحصار واعلامهم ضد قطر والنيل بها ،ولما اتسعت الفجوة بين الشعوب ، ويجب أن لا ننسى بأن النهج الحواري ليس جديدا في التعامل مع الآخر ، إنما هو واجب ديني وإلهي ، وجوهر الرسالة القرآنية بهدف التسامح ، كما أنه مطلب إنساني لتحقيق الأمن والسلام  والاستقرار ، وتحول المسار من العند والجدل الهادر للوقت الى الانشغال نحو البناء والتنمية ،كما يحدث الآن بين المغردين في منصات التواصل من هدر للوقت ، وضياع للقيم ، واشعال الفتن ، وكأننا نعيش الجاهلية الأولى التي لا تحكمها قوانين ولا قيم ولا أخلاق، فأين الحوار المتُعقل الذي يقوم على استراتجية عقلية اقتداء بقوله تعالى في كتابه الكريم  (ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ ) كما أن قطر ووفق سياستها مع دول الحصار في ضرورة الحوار لإنهاء الأزمة  تحظى بسجل كبير في مجال الحوار ونشر ثقافة السلام ، وقد جاء في الجلسة العامة للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك حول ثقافة السلام  تأكيد لدولة  قطر التزامها بكافة الجهود الرّامية الى تعزيز لغة الحوار ، وقد تبنت من خلال الحوار سياسة نشر السلام ما بين الشعوب المتنازعة  . ….    اليوم دخلت الأزمة الخليجية شهرها التاسع ، وحصار قطر مازال قائما ، ومازالت قطر متمسك  بالحوار ، ودول الحصار ترفض وتتهرب من الحوار لخطتها الجهنمية المبيته ، في احتلال قطر ووقف بوصلتها التنموية وتغيير نظامها ، والمجتمع القطري ألف الحصار فالبداية ليست كالنهاية ، لم يؤثر على الاقتصاد والتنمية بل ازدادت قطر نمواً في مشاريعها الاقتصادّية.والتجارية والعسكريّة ، كما أكد عليه سمو الأمير الشيخ تميم حفظه الله أننا في غنى عن دول الحصار. فالحوار الاستراتيجي القطري  الأمريكي الذي عقد يوم الثلاثاء بمقر وزارة الخارجية الأمريكية في واشنطن  دليل على التعزيز في النمو الاقتصادي الاستثماري والتجاري بين البلدين وتوسيع قنواتها والذي تمخض عن توقيع عدد  من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين كما عزز التعاون القائم بينهما ، وأكد سعادة وزير  الخارجية بأن قطر نجحت في تعزيز قوتها واستقلاليتها أكثر من أي وقت مضى ، وتمكنت بفضل  الله وتوجيهات قيادتها من تجاوز تحدّيات الحصار والمحافظة على استمرارية حركة كافة القطاعات الاقتصادية بصورة طبيعية لم تتوقعها دول الحصار ، ويبقى السؤال والذي يجب أن تعِيَه وتدركه دول  الحصار ، لماذا تحاور أمريكا قطر وهي متهمة كما تدعي الدول الأربع بتمويل الإرهاب !! وأمريكا تعتبر في مقدمة الدول في مكافحة الإرهاب مما يؤكد أن الاتهامات المزعومة لم تنطل على أحد وأمريكا في مقدمة الدول التي تحارب الإرهاب كما أن قطر مازالت تحت الحصار الجائر  !! ولماذا اختلفت اللغة في الحوار الأمريكي حيث كانت في بداية الأزمة وتحديدا البيت الأبيض اعتبر في موقف تم تفسيره على أنه مؤيد للإجراءات التي اتخذتها الدول الأربع. وما بعد الأزمة انقلبت الأمور !!! أليس أمريكا هي التي وقفت معها في دعمها لحصار قطر، وهناك  جدل وغضب  حول موقف الرئيس الأمريكي ترامب من الأزمة من بدايتها !! إذن ما الذي جعل الدولة العظمى تغير موقفها مع قطر ، !! الإجابة لا تحتاج إلى توضيح ولا تحجبها ادعاءات وأكاذيب دول الحصار فقطر بعد الأزمة مثلت قوة استراتيجية لتضيف  الى رصيدها المحوري  السابق في حل الأزمات متانة وثقة ومصداقية ،وهذا ما تريده أمريكا البحث عن شريك قوي صادق وثقة لضمان استقرارها في منطقة الخليج ،والبحث عن مصلحتها قبل مصلحة الآخرين وفِي نفس الوقت قطر كسبت ثقة العالم وانكشفت زيف الادعاءات التي استندت عليها دول الحصار الجائرة .