12 سبتمبر 2025
تسجيلاليوم تحتفل قطر من مشارقها إلى مغاربها باليوم الرياضي للدولة وربما تشع شمس الروح الرياضة واللياقة البدنية على كل بقعة من بقاع الأرض في ضواحي العاصمة القطرية وإلقاء الضوء على أهمية الرياضة في حياة الفرد والمجتمع وأن نستطيع أن نخلق بيئة صحية مليئة بالإنجازات في كافة الاتجاهات المحيطة دون بيئة صحية ننمو فيها جميعا وبالإضافة إلى ذلك ما تبذله قطر منذ الانفتاح الاقتصادي والتنموي من جهود مادية وبشرية للارتقاء بكل ما تحمله الرياضة سواء كان في إنشاء أرقى منشآت الأندية مدعمة بأحدث أنواع التكنولوجيا الحديثة لتواكب النهضة والطفرة التي تعيشها البلاد وتكون مثل سرعة البرق بتوفير أحدث الوسائل المتاحة فى العالم لمواطنيها من أجل بيئة صحية ذات وعي صحي وإضافة ما تسمو إليه من خلق ثقافة رياضية مجتمعية يتمتع بها المواطن والمقيم على أرض قطر وهذا بالفعل واقع نشهده في قطر من جهود رائدة من قيادة الدولة بذلك، ولكن وكلنا نعلم علم اليقين أن عملية الانتقال من مرحلة إلى أخرى ومن فترة إلى فترة لا نستطيع أن نحدث كافة التغييرات التي نأمل الوصول إليها وبالأخص إن كانت بمجتمعات عربية ومرتبطة كل الارتباط بثقافة مجتمع وربما الكثير منا متفق عليها، ولكن ما نلاحظه فيما قبل الانفتاح لم تكن مجتمعاتنا تعاني من سمنة مفرطة ولم نكن نسمع من السابقين من الآباء والأجداد عن أي مشاكل صحية نابعة من السمنة المفرطة في الوقت التالي ولكن ما كنا نسمعه منهم على اعتيادهم على الوجبات الصحية في وجباتهم الأساسية ولم تكن لديهم عادات صحية سيئة بنفس الصورة الرائدة الآن من ارتفاع مستوى دخل الفرد وتمتعه بكافة وسائل الرفاهية والتي أثرت بشكل مباشر على لياقتة البدنية وتوفير كافة السبل في الاسترخاء البدني من بذل مجهود يومي في بيئة السكن والعمل والتنقلات اليومية وانتشار الوجبات السريعة وأشهر المطاعم الفاخرة بكل اللغات أصبحت الآن في متناول الجميع وهذه الرفاهية أمر طبيعي لما تشهده قطر من نعم كان لها آثارها الإيجابية والسلبية في ظل ثقافة مجتمع متداولة ولا يستطيع كلامنا تلاشيها وربما لا تسطيع أن تحدث أي جانب من جوانب التغيير إلا مرورا من ثقافة المجتمع بحكم العادات والتقاليد المتوارثة والمتداولة وإن حتى حدث انفتاح ولو تطرقنا إلى ثقافة المجتمع الرياضية والمرتبط كل الارتباط بمستوى الدخل الاقتصادي والذي ساهم فيها مساهمة كبيرة من المستثمرين الصحيين في هذا الجانب من خلال عملية التسويق بشكل أصاب المجتمع بهوس الرشاقة والوصول إلى جسم يتمتع بوزن مثالي من خلال مراكز التغذية والمستشفيات الخاصة داخل وخارج قطر وعمليات التجميل بكل أشكالها والتي ترجع بك إلى مرحلة الشباب والحيوية والنضارة بكل أشكالها من وجه و جسد في وقت قياسي للغاية وبدون بذل أي مجهود منك ولا حمية غذائية وأصبحت الصحة والرشاقة من أجل الجمال والشباب وليست من أجل الصحة نفسها بممارسة العادات الصحية والرياضية اليومية واستغلال كل الفرص التي تبذلها الدولة للرياضة وساهم في ذلك الإعلام المرئي وغير المرئي بشكل كبير من خلال عملية التسويق الرياضي والجمالي للشخص وخرجنا من إطار الرياضة وممارستها إلى إطار الرشاقة والحصول على جسم مثالي بسرعة البرق وأصبح الغالبية يروج من أفراد المجتمع لتجربته الخاصة به للتخلص من الوزن الزائد وسواء كان يحتاج إلى عملية أم لا إلى جميع أفراد الأسرة وأصدقاء العمل والمجتمع ونجد من خلال التجارب التي يقيمها الشخص الواحد عدة أفراد يقومون بنفس تجربته ويذهب ويطبقها لأنها ثقافة انتشرت ولابد من القيام بها كمثل فلان وآخر وتنشر هذه الثقافة بسرعة أكبر إذا كان الشخص الذي يقوم بها من الشخصيات المؤثرة نفسيا واجتماعيا على الآخرين من خلال سلوكه والاقتداء به، وأصبح هوس الرشاقة غير مقتصر على النساء فقط ولكن ثقافة اكتسحت فكر الرجال على الجانب الآخر والجميع يسمع ويطلع ويبحث عن الجمال والرشاقة من أجلهم وربما ليس الجميع من أجل مفهوم الصحة بحد ذاته، والكثير لديه كافة الاستعداد أن يدفع الآلاف من أجل التخلص من وزنه الزائد ويتعرض لعمليات جراحية ولا يفكر أن يمشي ولو نصف ساعة يومية للوقاية من الأمراض والوصول إلى جسم صحي والسؤال الذي يطرح نفسه هنا إذا كانت هذه ثقافة رياضية متبعة من المجتمع ومن جانب آخر تبذل الدولة الملايين من أجل الرياضة والوعي الصحي وبيئة صحية سليمة، فكيف سنقضي على هذه الفجوة السائدة في الوقت الحاضر ؟وما هي نتائج هذه الثقافة المسيطرة بشكل كبير على المجتمع، ولذا نحن بحاجة ملحة وملازمة من خبراء ومسؤولين أن يكون هناك خط مشترك ما بين الرياضة والوعي بها وبين ثقافة مجتمع تسير في نفس الاتجاه حتى نسمو ونرتقي إلى ما نطمح إليه ونحن قادرون على ذلك.