14 سبتمبر 2025
تسجيلالحبُ وطنٌ غير قابل للتجزئة.. تماما كما الأرض في عرف السيادة الدولية تأبى فيها الأوطان التجزئة وتراهن على وحدتها الوطنية ولحمتها أمام أي عدو غاشم، لا الخارجي فحسب بل ترفض التجزئة ومعايير الانقسام حتى الداخلي منها سواء كان انقساما روحيا بين القلب والجسد أو بين العقل والقلب أو حتى انقساما مغايرا بين الروح والجسد أو ما أسموه الانقسام بين معايير الجزء الأعلى والجزء الأدنى. ليسمح لنا التاريخ... الذي سطر كل معاني الكيانات القوية الواحدة منذ بزوغ فجره وأدان منذ القدم هتك حرمة الأراضي الحرة زمن الفتوحات والاكتشافات الجغرافية التي لا يزال أبناؤها يلعنون لعنة الانقسام والاحتلال فيها بعد انتهاك حقوقهم التاريخية والجغرافية التي أردتهم الى أزمان السلالات البشرية المنقرضة وهي كيانات موجودة ناضجة الحقوق. لتسمح لنا الأراضي الحرة التي تأبى الاستعمار وتقاتل بضراوة كل من تسول له نفسه مسّ أراضيها بسوء او اقتلاع جزء منها عنوة أو السيطرة عليه بأي شكل من الأشكال أو حتى العبث بها. ليسمح لنا علم السياسة والعلاقات الدولية المنبثق من التاريخ.. الذي أرسى قواعد متينة في أعراف الدبلوماسية والدول التي خلقت من أديم هذه الأرض وجعلت من يدب على سطحها ومن صنع من مادتها يتقاتل على بقعة من الأرض لأنه أديم بالٍ يحن إلى ذات الأديم الذي صنع منه... لتسمح لنا الجغرافيا.. التي اتسعت رقعة أراضيها ولكنها رسمت حدودا بين إقليم وإقليم، بلد وبلد، ومن ثمّ اجتهدت في عرف الدول فقط فصنعت لها أعرافا ومعاهدات ومواثيق دولية يخسأ من يجترئ عليها، بل وصنعت لها كيانات دولية لتسهر على رعايتها وتطبيقها أسموها أمما متحدة، او مجلس امن، او محاكم دولية.. وربما لنستبشر خيرا فأطلقوا عليها عدلا أو عفوا قبل أن يطلقوا على بعضها جنايات وان كانت منحازة لكيان دون آخر ولتقسيم دون غيره. إنها القاعدة التي يفترض فيها إباء التاريخ والأعراف حق النقض أمام من يباغت بالاعتداء، إنها القاعدة الأديمية العامة التي سحبها التاريخ والجغرافيا والجيوبلوتيكس حتى على البيولوجيا الإنسانية وعلم الأرواح.. لست اعني ما اندس على طهر الروح من علوم الطالع والجن والشياطين فذلك الذي لا نمانع من نقضه واختراقه، بل أعني ذلك العالم الجميل من الشفافية الروحية التي تلتقي فيها الأرواح في عالم من الطهر والحب الذي يجرّم التجزئة. وما يسري على الأرض يسري على الأدمة وما صنع ابن ادم إلا من أديمها. قواعد اللعبة السياسية واللعبة الدبلوماسية التي زفرت بها البشرية بعد مخاض عسير وصراعات دامية راح فيها ضحايا وأريقت فيها دماء تقاتلاً على حدود او كيانات قائمة بذاتها او داخلها في تجزئة، لم يوقف فيه عدم تورع المعتدين سوى قانون دولي مصنوع يجتمع العالم بأسره فيه ليخطّئ من يخطّئ ويجرّم من يجرّم. القاعدة السيادية في السيادة الدولية هي ذاتها في قواعد الجسد والروح في الحب، فالجسد ارض لا تقبل التجزئة او الانقسام ولا تتسامح مع الاعتداء الغاشم، ارض لا تقبل فصل كل جزء منها باعتداء خارجي، كما لا تقبل التقسيم الذاتي بين أدناها وأعلاها لتلعب طائفية الجسد في عرف البعض أدوارا متعددة، ويقسم الجسد الواحد في الحب إلى دويلات او نزعات أو طوائف وتُسلم الى تقسيم لا يختلف عن شروخ أحدثها تقسيم أليم كسايكس بيكو. فذلك حبيب العقل وذلك حبيب المصلحة، وذلك حبيب السلوى، وذلك حبيب الآنية، وذلك حبيب الشهوة، بينما تبقى الأرض الرئيسة روحا وكيانا متحدا يأبى ان يتم التعامل معه بالتجزئة، ويأبى الحب أن يعترف إلا بالكيان الموحد. لن تنجح طائفية الحب ولن يجدي معه التقسيم، إنها فتيل معركة ونذر حرب مستعرة لا تهدأ جذوتها في حب في كيانين: حبّ فارس محاربٍ، عمل بمبدأ الأرض واللّحمة والوحدة الوطنية، وحبّ قاطع طريق صنع من أديمه أرض شتات تستجمع ما ومن لفظتهم أرحام أمهاتهم ولفظهم رحم الأرض ليصنعوا لهم أرض ميعاد.. تنبذها أعراف السياسة وتنبذها أعراف الحب. تنزه الحبّ وأهله.. إذ لا فرق عندها بين الجريمتين أو المجرمين: مُجرم حَرْبْ.. ومُجرم حُبّ.