13 سبتمبر 2025

تسجيل

عبد الله الفخرو.. والخط الكوفي

11 يناير 2024

يتميز الخط الكوفي عن غيره من أنواع الخط العربي؛ بأنه يتيح للخطاط الفرصة لإنتاج تشكيلات خطية فريدة ومميزة، على الرغم من أنه خط حاد قائم الزوايا، وهذا الأمر جعله يشيع في الكتابة على العمارة الإسلامية كالمساجد والمدارس والمقابر وغيرها، وأدى ذلك لأن توالد، فتفرعت له أنواع مختلفة، الكوفي المربع، المورق، المزهر، الفاطمي، وغير ذلك الكثير. عبد الله يوسف الفخرو، خطاط وفنان قطري، اختار أن يتخصص في الخط الكوفي عامة، والقيرواني بخاصة، على الرغم من أنه حاصل على بكالوريوس الهندسة المدنية من جامعة قطر عام 2001، ودبلوم الهندسة المعمارية من جامعة البحرين عام 1997، ورغم اهتماماته بالكتابة الأدبية لمسرح الأطفال، والقصص القصيرة التربوية للأطفال، إلا أنه عشق الخط العربي، وفضل دراسة قواعده وأصوله، فأجيز في عدد من الدورات في بعض أنواعه، وخاصة الكوفي، ودورات أخرى في الحفر الطباعي والجرافيكي، وتكللت جهوده بأن أسهم بمشاركة مجموعة من المهتمين بالخط العربي، في تأسيس بيت الخطاطين؛ التابع لنادي الجسرة الثقافي؛ بإشراف وزارة الثقافة. أطلعني الفخرو على عددٍ من لوحاته، التي تتضمن تشكيلات خطية بالخط الكوفي القيرواني، والكوفي المربع، وكوفي المصاحف، وإذ أقول تشكيل، لأنه تحرر فيها من القواعد التقليدية للخط، تاركًا بصمته في كل لوحة، ليخلق فيها ذائقة بصرية، موظفًا فنون الخط، مازجًا بينها وبين الفنون التشكيلية، ما يجعل اللوحة تبدو وكأنها لوحة تشكيلية، إلا أنها منتجة بالخط. بدأت رحلة الفخرو مع الخط العربي بدراسة عدد من الدورات في بعض أنواع الخط العربي؛ بمركز الإبداع الفني في عام 2000، وتتلمذ على يدي الخطاط المصري سعيد الأنصاري، حيث تعلّم قواعد الخط الكلاسيكية، ثم كان لانضمامه للجمعية القطرية للفنون التشكيلية أثره على تغير ذائقته البصرية، وتخليه عن القواعد التقليدية؛ لإنتاج تشكيلات خطية على القماش، موظفًا جماليات الخط الكوفي وزخارفه وفنونه، لتقديم الجديد في إنتاج أعمال غير تقليدية، فلا ينتج لوحة مكتوبة؛ بقدر ما هي لوحة فنية، ذات بعد جمالي، يجذب القارئ؛ سواءً من خلال اختيار الألوان أو المواد، أو الحبر اليدوي، وأقلام الكتابة الخشبية من البامبو أو البوص. يهتم الفخرو بإبراز جماليات الخط العربي، واضعًا الوطن نصب عينيه في لوحاته، فكتب القصائد العربية، والأغاني التراثية، والأقوال والحكم والأمثال المأثورة، فكتب مثلا للشاعر الفلسطيني محمود درويش (1941-2008)، قوله: «على هذه الأرض ما يستحق الحياة»، بطريقة دائرية مكررة، وكذلك كتب ثيمة الحب بطرق مختلفة، وكلمة «سلام»، وغيرها من الكلمات، التي لها معانٍ قيمية، واشترك في معارض: مبادرة «كلنا لها»، و»تحية إلى بيروت»، وفاز في المسابقة التي نظمتها «مطافئ.. مقر الفنانين»، عن تصميمه لكراسي بالخط العربي توضع في الأماكن العامة؛ بهدف أن يوجد التفاعل بين الكراسي (الخط العربي) والمكان والإنسان.