25 سبتمبر 2025
تسجيلأصبح معروفاً في عصرنا الحالي أن شركات التكنولوجيا هي أكثر الشركات ربحية. ولكن مع تزايد النزعة الاستهلاكية مؤخراً، صعدت شركات الملابس والأزياء وخصوصاً الأزياء الفاخرة. فثالث أغنى شخص في العالم هو برنارد آرنولت صاحب شركة LVMH، بثروة تبلغ ١٥٨ مليار دولار، جاءت من الماركات الفاخرة التي يملكها مثل لويس فيتون، وجيفينشي، وفندي، وديور، وهيرمس، وغيرها. هذا بخلاف المصممين الآخرين، مثل جورجيو أرماني، وميوتشا برادا، ورالف لورين، الذين تصل ثرواتهم إلى مليارات الدولارات. يجتمع هؤلاء في الحيل التسويقية لبيع بضائعهم بأسعار فلكية بالرغم من أن جودتها وتكلفة انتاجها مقاربة لبقية الشركات، ومن أهمها السعر الباهظ الذي يجعلها في متناول عدد محدود من الناس. والإيهام بندرة البضائع بعرض عدد محدود جداً، وفتح قائمة انتظار قد تمتد لسنوات. وفي حال تكدست البضاعة، فيلجأون إلى التخلص من المخزون الزائد بإتلافه، بدلاً من بيعه بأسعار مخفضة كبقية شركات الملابس. فشركة بربري تحرق سنوياً بضاعة تصل قيمتها لأكثر من ٣٠ مليون دولار. كما أن عدد البضائع المعروضة في المتجر قليلة جداً، ولا يسمح إلا لعدد قليل جداً بالتواجد في المتجر، لذلك فغالباً ستجد طوابير للدخول. كما تشترط بعض المتاجر لبس ملابس أنيقة عند دخول متجرهم، فقد يتم منعك لو كانت ملابسك غير مناسبة لهم! بل وتشترط بعض المتاجر -كمتجر هيرمس- أن تثبت لهم أنك «تستحق» تلك الحقيبة، عن طريق بناء سجل لمشتريات أخرى من المتجر خلال فترة من الزمن. ويبقى الدافع الأكبر -خصوصاً لذوي الدخل المتوسط- هو الرغبة بإظهار الثراء بين المجتمع، خصوصاً في المجتمعات ذات المدخول المرتفع نسبياً. فهل ترى بأن هذه المتاجر ذات جودة وتصميم مميز؟ أم أنها وجدت من يريد أن «يكشخ» بأسمائهم؟