13 سبتمبر 2025
تسجيلأقل ما يقال عنهم إنهم (سفهاء)، قد تستغربون من أقصد وقد يعرف بعضكم تلك الفئة المقصودة، لكنني ليس بطبعي أن أشير لأي أحد دون أن أحدده ليعرف القارئ من تقصد ابتسام في تلميحاتها وكلماتها، ومن هم الذين سوف تتضمن السطور القادمة هجوماً عليهم لكونهم (سفهاء)، ودعوني أقولها ثانية وثالثة وألفاً ليس لشيء ولكن لأننا وصلنا في عصر كورونا ومتحوراته لكثير من السفه والعته للأسف، وهو أمر بات من العيب السكوت عنه لا سيما وأن كثيرا من المصابين بالفيروس أو المعرضين له في أمس الحاجة للاستطبابات الشعبية خصوصا فيما يتعلق بأعراض البرد وأمراض الرئة. وفي المقابل نجد هذه المجموعة التي ابتدعت لها (تجارة بخسة)، تتمثل في التفنن بباقات ليست من الورد أو الفاكهة كما جرت العادة بين الذين يتكسبون من وراء الإصابات والأمراض بتجارة تدر عليهم مدخولاً مادياً لا بأس به وإنما بمن يضمن باقته (زنجبيلاً وليموناً ونعناعاً) لا تفتحوا أفواهكم عجباً فهذا حقيقة ما بات منتشراً في مجتمعنا، وأدعو الله ألا يتحول لظاهرة عامة تفرض علينا فرضاً، ولا مجال لوقف امتدادها، ودعوني أصف لكم كيف يمكن أن تأتيك تلك الباقة التي تكلف أضعاف أضعاف سعر ما تحتويه فتأخذها على شكل ليمون وقد قُطع لشرائح والزنجبيل محشور بين ثناياها، بينما تزين أوراق النعناع الزوايا فتخرج باقة من الألوان المتدرجة من الأصفر والأخضر وصولا إلى لون الزنجبيل المعروف، تصل لصاحبها الذي لا يستطيع أن يستفيد منها شيئا فكل الموجود مكشوف وقد تراكمت عليه البكتيريا كأي ثمر مكشوف للهواء، فبالله عليكم أي باقة هذه التي وصلت لها عقولكم الفذة لتشكيلها في الوقت الذي يحتاج كبار السن والصغار لمكوناتها في تقوية مناعتهم وعصرها وشربها دافئة وغنية بالفيتامينات؟!. أي تفاهة وصلتم لها وأي سفاهة لأن تجمعوا هذه الأشياء من أسواق الخضرة والفاكهة ومن الجمعيات لتجلسوا بينكم وبين أنفسكم الأمارة بالسوء لتشكلوا فكرة مجنونة يمكن أن تدر عليكم مالاً ولكن على شكل إسراف وتبذير وبما لا يمكن استخدامه أو الاستفادة منه لاحقا ؟!. في الواقع حينما مزحت مع إحدى صديقاتي والتي للأسف أُصيبت بالعدوى وقلت لها إنني سوف أرسل لك باقة زنجبيل وليمون عوضا عن الورد قالت لي بسخرية إنها بالفعل تلقت مثل هذه الباقة ولم تستفد منها شيئاً، فالذين امتهنوا هذه التجارة اعتمدوا على تقطيع الليمون والزنجبيل بما يخدم الشكل وليس بما يمكن أن يستفيد المستقبل منها، فببساطة قالت رميتها ولم أستنفع بأي شيء منها. ولذا لا يمكن لهذا الأمر أن يستمر إن كان هناك من يمكنه أن يوقف هذا العبث بالنعمة وتلك التجارة البائسة التي تقوم على تبذير ولا شيء آخر وإفقار المجمعات الاستهلاكية من مواد مثل هذه تمثل حاجيات أساسية لجميع البيوت سواء في طبخهم لوجباتهم أو حتى تقوية المناعة والاستطبابات الشعبية التي نعرفها من وراء هذه المكونات التي باتت اليوم بأيدي عابثين كل همهم أن يتاجروا بأي شيء لكسب أي شيء حتى وإن كان الظرف الذي نمر به هو سرعة انتشار فيروس كورونا ومتحوراته، وعلى رأسها متحور أوميكرون الذي جعل من أعداد الإصابات لدينا تقفز إلى أعلى معدلاتها لأول مرة منذ ابتلاء مجتمعنا منذ سنتين بهذا الفيروس الذي أوقف عقارب الساعة في جميع دول العالم، وبالطبع بلادنا ليست بمنأى عن هذا كله لكن يعز علينا أن نرى هذه البدع تنتشر هنا ونحن الذين نصر كل يوم على الحفاظ على مبادئ الدين لدينا وقيم العادات والتقاليد فلا تفريط في الأولى ولا إفراط في الثانية. [email protected] ebtesam777@