11 سبتمبر 2025
تسجيلطابة السبعة جلود هذا الأسبوع لديها طاقة كافية لإصابة الأحجار السبعة بدقّة، وأولها في واشنطن، مع إعلان تويتر وفيسبوك وانستغرام حظر الحسابات الرسمية لدونالد ترامب بسبب "خطر حدوث مزيد من التحريض على العنف". لم تلحظ إدارة هذه الشركات العنف الذي يسيل دمًا في بلاد العرب قهرًا من لبنان إلى سوريا اليمن، فلسطين، والعراق، وغيرها، حيث تصريحات الشامتة والمليئة بالعنف والكراهية. هذا ما يجعلنا نفكر ولو قليلًا في التوافق غير المعهود بين وسائل الإعلام العالمية على تحجيم "الظاهرة الترامبية" وترويجها في بدايتها على أنها كاريكاتيرية، واسدال الستار عليها في نهايتها بالتركيز على الجانب الهمجي منها واستعادة مشاهد "الفايكنج" المتعطشة للدماء. يبدو أن الظاهرة الترامبية لم تلتزم بقواعد اللعبة الرئاسية، فقد شكّكت يومًا وعلنًا بمصداقية المنظمات، وكشفت النوايا الخفية في كثير من الأزمات، ومَسحت هيبة الأسماء، ورفعت القناع عن الوجه الحقيقي للحلم الأمريكي. أن تُجرّد إنسان من أقلامه، وتسعى لإقناع العالم أنه مخبول، فهذا يعني أنه قادر على كتابة نهايتك. وانتهت الأزمة الخليجية التي دامت أربع سنوات، وكما توقّع العقلاء انتهى الخلاف كما بدأ، دون سابق إنذار أو سبب. وإن وُجد السبب يبقى خفيًا عن النشر والعتب، وهذه سمة الأشقاء حيث لا تعرف أحيانًا لماذا الاستياء والغضب، ولكنك تسعى للمّ الشمل مهما طال الأمد. العبرة تبقى في كيفية تعاملك مع ذاتك عندما يظلمك أحد، هل ستسقط في دراما القلق؟ أم ستنهض، وتُحصّن نفسك وتخرج سليمًا ومعافى من شرّ كلّ حاسدٍ إذا حسد؟ نعوذ بالله من عينٍ أصابت لبنان وعبء ثقيل لم نعد نستطيع حمله في هذا البلد، فبعد أن كان وطني وجهةً لجميع العرب يقصدونه بغرض السياحة والاستشفاء بعيدًا عن الهمّ والنكد، ها هو اليوم يُعالج ما تبقى من أبنائه وبناته في صناديق السيارات حيث لا مستشفيات قادرة على استقبال المرضى ولا معدّات كافية، والهمّ الأوحد هل سيتدفق "الكاش" إلى جيوب الأحزاب عبر المنظمات الدولية، وكيف سيستثمرون أوجاعنا لتثيبت كراسيهم التي آن الأوان أن تقتلعها موجة عارمة من الغضب. هذا ما قام به الكنديون الذين شعروا بغضب شديد من وزير المالية بعد قضائه عطلة عيد الميلاد في رحلة استجمام عائلية بجزيرة كاريبية أثناء فترة الإغلاق. ورغم تقديم سعادته اعتذار إلى الشعب إلا أن الكنديين لم يعجبهم ذلك وأجبروه على الاستقالة. الله يا كندا، نحن لا نمون على انتقاد مؤثر اجتماعي يُحلّق على مدار الساعة خلال فترة الإغلاق، يتخذ من العام كلّه إجازة، له الامتيازات برمّتها والاستثناءات، ولنا إغلاق أفواهنا، فهو حبيب الشعب، والناطق باسمه. الناطقون باسم "علي بابا" تائهون بعد اختفاء مؤسس الإمبراطورية العالمية للتجارة الإلكترونية (جاك ما)، إثر انتقاده الممارسات الحكومية بقوله إنها "تخنق الابتكار" ولديها "عقلية البندق". اختفاء الملياردير يأتي بالتزامن مع تحقيقات تقوم بها السلطات الصينية تتهم فيها "علي بابا" بـ"السلوك الاحتكاري"، في محاولة للحدّ من نفوذ الشركات التقنية وإمكانية تأثيرها على قلب الموازين. وعليه، احذروا البندق، فعلى الرغم من فوائده لصحة القلب إلا أنه قد يُسبب الحساسية لدى بعض المسؤولين. المسؤولون منشغلون اليوم بـ"دبلوماسية اللقاح"، حيث تتنافس الدول على انتاج اللقاحات وتوزيعها إلى الدول النامية لتحقيق مكاسب تجارية جديدة: اللقاح مقابل الاستثمارات؛ وهذا ما تقوم به الصين حاليًا تجاه نيجيريا والكونغو وعدد من الدول الإفريقية، والعربية!. الحجرة الأخيرة لليوم، تُوّزع "فتافيت" بالتساوي على الفائزين بجوائز التطبيل، والتهليل، والذين تحوّلوا من ذباب إلكتروني بليلة وضحاها إلى فراشات جميلة، تُحلّق في حقول الوئام والأُخوّة.