27 أكتوبر 2025

تسجيل

اجتماع عائلي في زمن الطيبين

11 يناير 2017

كل مجتمع يتكون من جماعات صغيرة والجماعات الصغيرة جاءت نتاج للأسرة، ومؤخرا فرض علم الاجتماع العائلي حضوره في دراسة مراحل تطور ونمو الأسرة ومحيطها، فنتج عن ذلك علم قائم بذاته يسمى (علم الاجتماع العائلي) الذي يقوم بدراسة الظواهر التي تحدث داخل محيط الأسرة، ودراسة العادات والتقاليد المتبعة في مختلف الظواهر الاجتماعية.الأسرة أول نظام اجتماعي عرفه الإنسان قام على أداء كل الوظائف التي تقوم بها النظم الاجتماعية المعاصرة، ومجتمعاتنا الخليجية حديثة التطور وكانت العائلات في الزمن الفائت وقبيل ظهور النفط اسر مترابطة، كانت العائلة تسكن في غرفة واحدة، تجلس على مائدة واحدة، تشاهد تلفزيوناً واحداً، تتابع مسلسل السهرة الواحد، تطلق ضحكة واحدة، وفي البيت تلفون واحد، كانت الملامح مكشوفة للجميع.فماذا حدث؟ لقد اختلف الوضع فأصبح البيت عبارة عن مطار، الجميع يدخلون من نفس البوابة لكن كل يتوجه إلى (غايته) صالة الجلوس شبه فارغة.. كل فرد في غرفة منفصلة ينتظر إقلاع يومه المليء بالعزلة، طعام الغداء مثل تذاكر السفر أوقات متقاربة لكن ليست موحدة كي لا يحدث تصادم بالأطباق، الشاشة صارت شاشات.. ومسلسل السهرة لا يقبل القسمة على أحد.المشهد في هذا الزمن ان كلا يمسك بهاتفه يفرغ حواسه جميعها فيه.. وبالضرورة لا تعرف المتصل وماذا يريد ومن يريد، الملامح مغلقة، صفحات الوجوه عليها (باسوورد) لا تعرف ما الذي يسكن داخله، الاطمئنان عن الأخ صارت بالتأكد خلال آخر ظهور على (الواتساب) وبر الوالدين تقتصر على (الحالة) التعبير عن الفرح مجرد (لايك) والقيام بواجب العزاء صار من خلال (شير وكومنت) على الفيسبوك، ولقاء الأسرة اليومي من خلال (جروب) مغلق.أغلقوا هواتفكم، التقوا بأرواحكم لا لأجسادكم.. انتبهوا فبطارية العمر توشك على النفاد. وسلامتكم