13 سبتمبر 2025

تسجيل

"القهوة" تسطر اسمها ورسمها باليونسكو

11 يناير 2016

* "تقهوى.. حياك.. شرب قهوة" اي كانت الالفاظ كدعوة لتناول فنجال قهوة إلا وتتلهف الحواس لارتشاف هذا الاتي، بدأ بحاسة الشم وربما يعترى الجسد شيء من الاسترخاء والراحة خاصة إنْ كان المشروب يعد امامك تحميصا للبن ودقه بالهون بترانيم موسيقية تعرفها امهاتنا والقهوجية واختصاصي هذا المشروب.* والقهوة ودلتها علامة لكرم الضيافة العربي والمشروب الاكثر شهرة في العالم و"القهوة العربية والمجالس" دخلتا لدائرة اليونسكو بملف مشترك من قطر والامارات والسعودية وسلطنة عمان وسجلتا بالقائمة الدولية للتراث الانساني لحفظه كعنصر من عناصر المفردة غير المادية المعبرة عن الهوية وللاهتمام بتفاصيلها الدقيقة فعلا ورسما.* وشجرة البن موطنها الاصلي اثيوبيا واليمن وعبرها انتقلت للجزيرة العربية، وفي القرن الخامس عشر وصلت تركيا وأخذت طريقها لفينيسيا العام 1645. ثم انجلترا عام 1650 عن طريق تركي يدعى باسكا روسي فتح أول محل لتناولها بشارع لومبارد بمدينة لندن.* والقهوة ترتفع قيمتها بتفاصيل إعدادها ومواعينها ونكهاتها وباتت رمزاً للكرم العربي حيث حلت محل لبن الابل، يُفاخرون بشربها ويعقدون لها المجالس كالشبّة أو القهوة أو الدّيوانيّة وامعانا في تميز نكهتها تخلط بالهيل والزعفران أو الزنجبيل والقرفة.. إلخ، وتتناول مع التمر بديلا عن السكر.* والطبيب الرّازي ـ الذي عاش في القرن العاشر للهجرة ـ أوّل مَنْ ذكر البن والبنشام في كتابه "الحاوي". وبكتاب "القانون في الطّب" لابن سينا القرن الحادي عشر، ذكرهما في لائحة أدوية تضم 760 دواء. واليمنيّون أوّل من حمص البن وسحقه. وسُجِّل في القرن الرّابع عشر أوّل استعمال غير طبّي للبُن. وبدأت زراعته على نطاق واسع منذ ذلك الوقت.* وقيل إن أول من اهتدى لبذرته الصوفي أبو بكر بن عبدالله العيدروس في إحدى سياحاته مر بشجرة فأكل من ثمرها حين رآه متروكا لا ينتفع به أحد مع كثرته فوجد به تجفيفا للدماغ واجتلابا للسهر وتنشيطا للعبادة فاتخذه قوتا وشرابا وأرشد اتباعه إليه ونشر ذلك في الحجاز واليمن ومصر.* وللقهوة مراسيم وأوان كالدلّة والجبنة تصنع من النحاس والفضيات والفخار. ولصبها مهارة بسكبها وأنت واقف وتمسك الدلة باليُسرى والفنجان باليُمنى، وبدءا باليمين عملاً بالسّنة النبوية الشريفة، وبكبار السِّن. وتكرر صبّها حتّى يهَزّ الضيف فنجانه وأن تُحدِثَ طرقعة خفيفة للفناجيل، ولسحقها بالهون ترانيم موسيقية معروفة وبلغ احترامها إذا كان لأحدهم طلب عند شيخ العشيرة ان يضع فنجانه ارضا ولا يشربه، فيبادر مُضيفه "ما حاجتك؟" فإذا قضاها له، أَمَره بشرب قهوته.. كما تغنى الشعراء بمراسيمها.* نبارك لوزارة الثقافة تسجيل "القهوة والمجالس" ضمن مضابط اليونسكو وليت ذلك يترافق بحملة لتجليتها حيث اختلطت المفاهيم "مكانا واعدادا" مع الانتشار الواسع للأمكنة وجلسات الانس ومقاهي الشيشة.همسة: على إدارة التراث تهيئة الذائقة المجتمعية احتفاء بتسطير اسمها واعدادها وتعاطيها.