28 أكتوبر 2025
تسجيلما أثلج صدري وغيري ممن عاصروا دار الكتب القطرية، أن هذا الصرح الثقافي ظل صامدا لأكثر من خمسين عاما يواصل تألقه وبريقه المعرفي وله ذكريات في وجدان مثقفي قطر، ويكفي دار الكتب القطرية أنها لا تزال تحتضن تنظيم فعاليات معرض الدوحة للكتاب كل عام، وهي تعدّ المكتبة الأولى من نوعها في منطقة الخليج، حيث تأسست في 29 ديسمبر من العام 1962. دار الكتب القطرية المعروفة حاليا بإدارة المكتبات العامة، لها وجود تاريخي لقطر ومثقفيها، وهي من أقدم المكتبات الوطنية الخليجية والعربية، فهي المكتبة الوطنية للدولة، وتتحمل مسؤولية جمع الإنتاج الفكري القطري وتوفيره للأفراد والهيئات، إلى جانب ذلك فهي تقوم أيضا بدور المكتبة العامة بهدف خدمة الجمهور وتقديم خدمات الإعارة إلى كافة فئات المجتمع، فمنذ إنشائها وهي تسعى جاهدة لتثبيت أقدامها وتطوير عملها وتقديم أفضل الخدمات لروادها وجمهورها. فعاليات الدورة الخامسة والعشرين لمعرض الدوحة الدولي للكتاب التي تدخل يومها الرابع اليوم وتستمر حتى يوم 17 يناير الجاري، وتم افتتاحه في مركز قطر الوطني للمؤتمرات يوم الخميس الماضي وسط حضور كبير لعدد من وزراء الثقافة العرب ولشخصيات عربية وأجنبية، اعتبرها المثقفون في البلد وخارجه مناسبة للاطلاع على ثقافة الشعوب من خلال الكتب، حيث إن الهدف منها هو الاتصال بثقافة الشعب، فضلا عن كونه ملتقى للفكر والمعرفة. أوكد أن هذه الدورة متميزة، ليس باستمراريتها فحسب، بل كونها تمثل اليوبيل الفضي لمعرض الدوحة الدولي للكتاب، خاصة أن هذه الدورة تقام لأول مرة في صرح كبير، هو مركز قطر الوطني للمؤتمرات، ما يجعله معرضا مميزا من جميع الوجوه، ومعروف أن هذا المركز يحتضن غالبا العديد من المؤاتمرات العربية والأجنبية الكبيرة والضخمة. معرض الدوحة باستمراريته المتواصلة وتنقله من نجاح إلى آخر يجعله صرحا يخدم الإنسانية، علاوة على ثراء المشاركة الكبيرة من قبل الناشرين العرب والأجانب، حيث يتميز هذا العام كذلك بزيادة عدد دور النشر المشاركة فيه عن الأعوام الماضية، خلاف الفعاليات الثقافية المتنوعة، من ندوات وأمسيات، وأهم المفاجآت في احتفالية هذا العام إحياء إنتاج أول مسرحية قطرية، وهى "أم الزين"، وتقديم عرضها المفاجئ يوم الأربعاء المقبل بإخراج وتقنية جديدة، والتي لم يغب صداها عن ذاكرة المسرحيين القطريين بعد مضي أكثر من أربعين عاما، عندما قدمتها فرقة المسرح القطري على خشبة مسرح النجمة، فتحيةٌ لهذه اللفتة الرائعة لإحياء أنشطة الإنتاج المسرحي في قطر. تشهد الدورة الحالية لمعرض الكتاب زخما هائلا في ظل الدعم المتواصل لسعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث، الذي يولي الثقافة في قطر كل اهتمام ويقوم بتوجيه القائمين على المعرض بإرشاداته واهتماماته وآرائه، فظهر معرض هذا العام بصورة مشرفة، والكل أشاد بالتنظيم الجيد وتوفير الجوانب الإرشادية للزوار، حتى بات المعرض ذا طبيعة دولية، وصادفه الاحتفال به بمناسبة يوبيله الفضي، الذي يعتبر تراكما للمنجزات السابقة. تحية إجلال لوزارة الثقافة والفنون والتراث وتحت مظلتها دار الكتب القطرية "إدارة المكتبات العامة" وتهنئة من القلب لمعرض الدوحة الدولي للكتاب في يوبيله الفضي خلال دورته الـ 25. وسلامتكم