10 سبتمبر 2025
تسجيل(هذه أول مرة في حياتي على الأقل أرى فيها الدعوة لوقف إطلاق النار تصبح قضية مثيرة للجدل) بهذه العبارة التي حملت مقصدا كبيرا صرح معالي رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، مبديا تعجبه من أن تقف دول في مجلس الأمن ضد وقف إطلاق النار في قطاع غزة التي تجاوزت الشهرين وهي لقمة سائغة تحت نيران وقصف إسرائيلي بآلاف الأطنان من الصواريخ والقنابل الفوسفورية وبكل أنواع التهجير والتجويع والحصار وانعدام الغذاء والدواء والوقود والكهرباء والماء واستهداف مراكز الإيواء التابعة للأونروا والمستشفيات والمدارس والأحياء السكنية الآمنة والمساجد والكنائس وحين يجتمع مجلس الأمن لبحث أحداث غزة الدامية التي خلفت حتى الآن ما يزيد عن 18,000 شهيد منهم ما يزيد عن 8,000 طفل ورضيع وجنين واستهداف كل من في القطاع لم يتركوا طفلا ولا امرأة ولا شيخا ولا شبابا ولا حتى موظفين للأمم المتحدة أو الطواقم الطبية والمسعفين والإعلاميين والمراسلين والصحفيين فلا حاجز أخلاقي يقف أمام هذا الجيش الإرهابي الذي لم يدخل ولم يشن هذه الحرب المسعورة على قطاع غزة إلا للإبادة الجماعية ولم يهمه أن تكون آلته الحربية هي من تثبت مقتلها لأسراها الذين قالت كتائب القسام إن قصف العدو الإسرائيلي يتسبب بلا شك في استهداف الأسرى الذي يروج الكيان الإسرائيلي إن تدخله العسكري الدامي هو لتحريرهم لكننا رأينا كل شيء إلا ذاك التحرير الذي حين قاموا به لأول مرة تسببوا في قتل أسيرهم بل وقيام مقاومي القسام بإصابة الكوماندز الإسرائيليين بجروح خطيرة اعترف المتحدث العسكري الإسرائيلي بهذا وهذا سيشعل إسرائيل لا سيما عائلات الأسرى نارا على رأس نتنياهو وحكومته المجرمة وسيمثل غضبا واسعا في الشارع الإسرائيلي وأرجو أن يكون كل هذا ضغطا على إسرائيل لتوقف جرافتها الدموية التي تحصد أرواح آلاف من أطفال وشعب غزة. حتى مجلس الأمن ورغم وضوح الموقف ومن يقتل من؟! إلا إنه كما عبر معالي وزير الخارجية القطري عن استغرابه أن يدور الجدل ما بين موافق على وقف إطلاق النار وبين من يرفض إيقاف كرة النار الإسرائيلية المشتعلة في غزة مثل إسرائيل نفسها التي تتكبد أرواحا كبيرة من جنودها ناهيكم عن التكلفة الباهظة للعدوان لدرجة أن مساعدات الولايات المتحدة باتت متذبذبة بعد أن طلبت واشنطن أن تساهم بجزء من تكلفة الحرب التي لا يُعرف لها نهاية وليس كل التكلفة كما اعتادت تل أبيب أن تكون مدللة واشنطن الأولى لذا كان من حق معالي الشيخ محمد أن يرى أن هذا التأرجح المثير للجدل بين موافق ورافض لوقف إطلاق النار بعد أن أيقنت إسرائيل أن الطريق الوحيد لتحرير أسراها هو عن طريق الحوار والتفاهم وكلنا رأينا صفقة التبادل بين الأسرى الإسرائيليين والفلسطينيين كم سارت بشكل سلس لكن الخوف الإسرائيلي من أن يعيد القسام ترتيب أوراقه من جديد ويجدد طاقته لمهاجمتهم مجددا هو من يجعل نتنياهو مجنونا ويفقد عقله ولا يعترف إلا بالدم وقتل المزيد من المدنيين لإرغام كتائب القسام على الاستسلام ولكن خرج بهذا بعكس ما يتمنى فالعالم اليوم يرى كيانه كيانا مجرما ودمويا ويسعى لإبادة شعب وقتل الأطفال وسيلة إرهابية محضة لهذا الهدف الذي لن يصل له فكل من كان يجتمع في هذا المجلس كان يؤيد بالإجماع وقف إطلاق النار لأي أزمة وحروب عسكرية بين أي بلدين لكن في مجازر غزة خرجت إسرائيل والولايات المتحدة ليمثلان شوكة في حلق تمرير هذا القرار وتنفيذه لأجندة باتت معروفة للجميع تتوافق بينهما لكنها حتما تخالف ما يريده باقي العالم الذي قربت له مشاهد غزة الصورة جيدا وبات يعرف ويوقن بأن هناك احتلالا لأرض وشعبه وهذا الاحتلال اليوم يقتل بصورة عمياء وبشكل دموي فيه حقد وغير إنساني ولذا قد تكون الفاتورة غالية جدا على إسرائيل وهي الأغلى في أرواح شعب غزة الذي يُباد عن بكرة أبيه وأدعو الله أن يلطف بهم ويرحمهم ولا يحتاجوا لمجلس أمن أو غيره ليقول كلمته فيهم.