20 سبتمبر 2025
تسجيلفوجئت الأم بطفلها الذي لم يتجاوز السادسة من العمر يمسك بالهاتف ويقلب به ويطالع بعض المناظر المرفوضة لعمره من خلال صفحة تطبيق السناب، فسحبت منه الهاتف بصعوبة مع غضب انتابه !! نعم هذا هو الحال الذي وصل إلى بعض أطفالنا الذين لا تخلو أيديهم من الهواتف التي استسهل الوالدان شراءها لهم وترك الحبل على الغارب دون مراقبة ولا إشراف بحجة إننا نريد أن نطمئن عليهم وقت غيابنا. تسير في المجمعات والأماكن العامة وتدخل البيوت والمجالس وترى بعض الأطفال يتصفحون الهاتف وهم في اندماج كامل، البعض قد يدخل غرفته الخاصة والأهل لا يعرفون ما يتصفحه هذا الابن او تلك الابنة ومعهم الهاتف! ومن هنا ظهرت سلوكيات غريبة على الأطفال وخاصة في المدارس قد تصدم الأهل عندما يعلمون بها والتي تحتاج إلى مراجعة من هؤلاء ومتابعة الصغار الذين لا يدركون خطر ما يفعلونه وهم يشاهدون على وسائل التواصل الاجتماعي نماذج قد تبهرهم وهي تزين لهم تلك الأفعال وتبرزها وكأنها أمور عادية لا يستنكرها لا الدين ولا الأخلاق ولا العرف، حيث لم يجدوا من يوضح لهم هذا الخطر !! ان الحاجة ماسة إلى تكاتف كامل بين الأسرة وجهات مختلفة في الدولة من اجل توعية هؤلاء الصغار وكذلك الأسرة التي قد تكون مهملة لأطفالها وتعاني من التفكك، جهات اجتماعية وأمنية ونفسية وإعلامية تعمل على تلك النوعية، وبشكل مكثف وخاصة من قبل الوالدين لأن هؤلاء الاطفال أمانة في أعناقهم سوف يحاسبون عليها عند رب العزة لأنهم هم من كانت مسؤوليتهم التربية والرعاية لهؤلاء الاطفال، ان هؤلاء الصغار في حاجة إلى من يوضح لهم ماهية تلك الهواتف واستخداماتها وسبب وجودها في الحياة، وأن وسائل التواصل الاجتماعي التي يشاهدونها فيه الشيء الجيد والغير مناسب لأعمارهم بل غير مناسب لما تربينا عليه من مبادئ الدين الحنيف وتعاليمه، وأن هذه الوسائل يمكن استخدامها في أمور مفيدة كالتواصل مع الأهل والتعرف على خبرات تعليمية وحياتية تفيدنا في الحياة وتستمد منها معارف كثيرة بجانب التعرف على عادات وثقافات الدول الأخرى وغيرها من الفوائد بالإضافة إلى بيان خطورة بعض ما يبث خلال تلك الوسائل من أمور قد تلوث أفكارنا ومبادئنا. نعم لا بد من اتخاذ تلك الخطوات بذلك التكاتف بين جميع الجهات المسؤولة عن تربية الأطفال حتى نبني جيلا سليما بعيدا عن ذلك التلوث المعلوماتي ونحفظهم من أي خطر.