18 سبتمبر 2025
تسجيل• نعيش زمناً أصبحت فيه المعايير مختلفة، وأصبحت فيه المبادئ مفردات غريبة!، وأصبح فيه النصح والقول الصادق فضولاً!، وأصبح حديث الأدب والأخلاق وقصص وعبر وسير الأولين كأنه سلسلة من برامج وعظ وبرامج تجد أو لا تجد لها الآذان الصاغية ولا العقول المستوعبة!. • تناقضات البشر بدءاً من تناقضات أفعال غريبة عن أقوال لا تعدو عن كونها ثرثرات، وتناقضات أقوال لا تأتي بها الأفعال ولا الحقيقة ولا مواقف وتصرفات، تناقضات تتغير بتغير الزمن وتطوره أو تدهوره، وكأن القيم والأخلاق والمبادئ تم تفصيلها وحياكتها لأجساد قوم ولوا ولم يعد لهم أثر إلا ذكرى وتاريخ لأقوال تقال وتكتب تحت بعض الصور!. • تناقضات زمن وكأن القيم والمبادئ والأخلاق صيغت ودونت في مجلدات تباع لدى دور نشر، ومعارض للكتب، ليبحث عنها قارئ وكاتب ليضيفها على كتابه ومقاله، أو يستشهد بها في لقاء وحوار وكأنه أتى بما لم يأت به غيره. • عندما يسود الخطأ وبسيادته يصبح صواباً، وعندما لا تجد ناكراً لمنكر، وكأن الإنكار تدخل سافر في الخصوصية والحريات، فإننا نعيش أزمة مفهوم الخطأ ومفهوم المنكر الذي يظن الكثير بأنهما الصواب والحق والمعروف!. • قد يزور بعض الأرواح والعقول الباقية على مبادئها.. خاطر الخوف في قول كلمة حق وتقديم نصح، قد يكون خاطراً في ظل أصوات عاليه نشاز ترفض هذا القول.. والخاطر من أن يكون واقعًا!. • إلا أن دحر خاطر الخوف والتردد والسير قدماً بنية صادقة لحماية الفرد والمجتمع وحماية الأسرة من أهوال وسيطرة وغزو خفي هو الأهم، وحماية الذات من تردد وخوف يمنعها.. حتى وإن واجه الإنسان أيادي تمنعه وأصوات نشاز تتكرر ليلاً ونهاراً لتوقف تأثيره وتقدمه وتحاول إسكات صوته إلا أنه يجب أن يستمر ويستمر. • يؤلم القلب ويوجعه لإسقاط كلمة الثقافة والحضارة على كل فعل وتصرف وسلوك دخيل، الثقافة والحضارة أن تجد فيها ما يسهم في تطور ثقافة مجتمع وثقافة الفرد للأفضل وما يسهم في تقدم وحضارة مجتمع للأحسن. • إلا أن أسلوب التقليد الأعمى، وأسلوب صعود السلم سريعاً رغبة في سرعة الوصول قد يكون سبباً في سقوط خطير وتعثر يحتاج علاجاً وجلسات وسنوات لما سببته من شروخ وكسور وما تركته من وجع خفي وألم يأن ليمنع تقدما آخر وصعود مبرر آخر، تجد المبررات تقدم وتعطى وتقال وتكتب بكل اللغات وبقوة فرض لتبرير معتقدات خاطئة هم يريدونها ويفرضونها أن تكون دون تدخل وفرض وصاية!. • آخر جرة قلم: كيف يمكن أن تثق بمن يعيش أزمة تناقضات؟، كيف يمكن أن تستثير من هو بحاجة لإنارة بصيرة تنير إدراكه ورؤيته للحقيقة؟ كيف يمكن أن تحاور وتقنع من يرفض فكرة الحوار؟، كيف يمكن أن نحافظ على هوية المجتمع الأصلية وموروثاتها القيمة ومبادئها الصحيحة من أن تندثر أو أن يمارس عليها نوع من الطمس والإبادة ومحاولة تغيير القيم والتاريخ لرؤية وتصرفات عقول صغيرة وهشة؟، كيف يمكن بناء سلم للصعود بثوابت قوية وأساسيات لا يمكن هدمها؟.. سلم صعود يمكن الفرد من الوصول والقدرة على الالتفات للخلف دون تعثر ودون ترك أحد خلف الركب ينتظر. @salwaalmulla