15 سبتمبر 2025

تسجيل

الرياضة أحيت خليجنا واحد

10 ديسمبر 2019

نجحت هذه البطولة قبل بدايتها بعد ان شملت جميع المنتخبات ولعل النجاح الأكبر للبطولة هو في رأب الصدع بين شعوب الخليج. توترات الأزمة الخليجية ألقت بظلالها على كأس اسيا في مطلع العام الجاري في الامارات. البطولة شهدت أجواء متوترة بين المنتخبات الخليجية ومشاهد دخيلة على عاداتنا وتقاليدنا من "بعض" صغار العقول فشاهدنا صافرات استهجان على النشيد الوطني القطري ورمي للأحذية - أجلكم الله - من المدرجات على اللاعبين. هذه الاجواء المشحونة التي شهدتها كأس اسيا ساهمت في زيادة الشرخ الموجود سابقاً بسبب لا مهنية بعض الاعلاميين الرياضيين الذين أصبحوا أبواقاً لتسييس الرياضة. كأس الخليج بطولة أنشئت لجمع دول الخليج في المقام الأول ومن ثم التنافس الكروي الشريف ولكن ما حدث في كأس اسيا كان يهدد أسس البطولة التي قامت عليها بعد انسحاب الامارات، البحرين والمملكة العربية السعودية. لكن بفضل تدخل العقلاء ووساطة كويتية عمانية قررت الدول المنسحبة العدول عن قرار الانسحاب لتكتمل منتخبات البطولة الثمانية. القرعة وضعت قطر والإمارات في مجموعة واحدة وهذا يعني أن البطولة ستشهد لقاء اخر بينهما بعد مباراة كأس اسيا التي تم تسييسها قبل ركلة البداية حتى وانتهت بأبشع الصور. لكن الوعي الكبير الذي عكسه الجمهور القطري قبل وأثناء اللقاء ساهم في خلق مناخ أخوي ودي انعكس على اللاعبين على أرضية الملعب. نصف النهائي شهد حدثا تاريخيا وانتصارا حقيقيا لكرة القدم بعد توفير البحرين لعدد من الطائرات لتنقل المشجعين الى قطر وهو أمر لم يحدث في نهائي التصفيات الآسيوية لكرة اليد التي لعبتها البحرين امام كوريا في قطر في اكتوبر الماضي والتي انتهت بفوز البحرين وتأهلها لأولمبياد طوكيو ٢٠٢٠. نهائي البطولة بين السعودية والبحرين شهد مدرجا ممتلئا وعكس صورة أكثر من رائعة لمشاهد اللحمة الخليجية فالمدرج الممتلئ بالجمهور القطري العاشق لكرة القدم كان يضم ايضا الشعب البحريني الشقيق بعد توفير اكثر من ١١ طائرة لنقل الجماهير البحرينية الى قطر وجزء من الجماهير السعودية التي أتت لتؤازر منتخبها، مشهد يجسد العبارات التي غنى بها المغني الكويتي القدير عبدالكريم عبدالقادر في حفل الافتتاح "مصيرنا واحد وشعبنا واحد" وردد بعدها "انا الخليجي وافتخر اني خليجي". في مشهد الختام توجت البحرين بلقب خليجي ٢٤ في الدوحة للمرة الاولى في تاريخها ليسدل الستار على بطولة رياضية ناجحة نظمتها الدوحة وبامتياز. بالرغم من كل التسهيلات التي وجدتها المنتخبات المشاركة ومرافق التدريب عالية المستوى والمكافآت المرتفعة الا ان النجاح الأكبر للبطولة كان خارج المستطيل الاخضر وبعيدا عن كرة القدم.