15 سبتمبر 2025
تسجيلفي ليلة هادئة تسبق ضجيج كلاسيكو العالم، التقط بيب غوارديولا هاتفه متصلاً على ميسي موضحاً فكرة مجنونة أتت إليه قبل ساعات من أهم مباراة في الموسم. ميسي تقبل هذه الفكرة ونفذها بأروع صورة ممكنة في اليوم التالي في كلاسيكو كان حديث العامة وسيخلده التاريخ. انتصر برشلونة على غريمه التقليدي ريال مدريد في البيرنابيو ٦-٢ في ليلة تجلت فيها عظمة بيب غوارديولا كمفكر وميسي كلاعب. منذ تلك الليلة عادت فكرة «المهاجم الوهمي» الى الساحة وانتشرت كالنار التي تأكل هشيم افكار المدربين التكتيكية. لم يطل الامر حتى بدأت تنتشر حمى المهاجم الوهمي في اوروبا وبدأ اغلب المدربين يحاولون استنساخ هذه الفكرة ومن أبرز التجارب هي تجربة ماوريسيو ساري مع مارتينز او يورغان كلوب مع فرمينيو وربما أنجح مثال كانت تجربة ديل بوسكي في يورو ٢٠١٢ عندما حقق اللقب مع اسبانيا بفابريغاس كمهاجم وهمي للمنتخب. فكرة «المهاجم الوهمي» لم تبدأ مع بيب غوارديولا فسبق بها المدرب الايطالي سباليتي عندما وظف توتي بأدوار مشابهة في موسم ٢٠٠٧. وكان اول مهاجم وهمي في التاريخ هو النمساوي ماتياس سنديلار في ثلاثينيات القرن الماضي. ومن المهاجم الوهمي الى المهاجم الحركي «فاتح المساحات» يبقى اساس المهاجم هو تسجيل الاهداف وما دون ذلك يعتبر مكملاً له. وفي وقت اصبح الحديث عن اهمية تحركات المهاجم خارج منطقة الجزاء، اصبح من يحملون لواء المهاجم «الصريح» هم قلة قليلة مقارنة بالوضع العام في بداية الألفية. هذا الموسم المهاجم الصريح عاد الى الواجهة فبعد المستوى الرائع الذي يقدمه الاسباني باكو ألكاسير في دورتمند كلما شارك بدلا من المهاجم الوهمي غوتزه او اهداف ماورو ايكاردي التي تنير الطريق في ايطاليا للانتر. زادت حدة الانتقادات على المهاجمين الحركيين امثال كريم بنزيما وفرمينيو وبدأ مشجعو ريال مدريد وليفربول يطالبون بمهاجم صريح ينهي الهجمات ويترجم الفرص الى اهداف لا مهاجم يساهم في بناء اللعب وربط الخطوط. قيمة المهاجم في وجوده كنقطة دائمة في منطقة الجزاء في انتظار عرضية من زميله او ارتداد الكرة من الحارس وكسب ثقة وايمان المجموعة فقط قم بعرضية وستجد لاعب يقاتل من اجلها وهذا الامر بديهيا سيتبادر الى اذهان اللاعبين. هدف ايكاردي القاتل امام ميلان مثال على توقيت العرضية ولماذا امتلك فيتشينو الجرأة على لعبها بهذا الشكل وبدون النظر حتى لأن «هناك مطرقة واجب تنتظر». افكار المدربين مختلفة وتتطلب ادوات متنوعة ولكن هي فطرة كرة القدم على حارس المرمى ان يتصدى للكرات قبل كل شيء وعلى المهاجم تسجيلها. فمع كل هدف يزيد حب الجماهير له ويصبح المحبب لعشاق المستديرة. ومع كل هدف يسجله مهاجم صريح في مكان ما يثبت بأن مهما كانت الفكرة التكتيكية مغرية الا ان غريزة المهاجم هي تسجيل الاهداف.