27 أكتوبر 2025
تسجيلحظي معرض الدوحة الدولي للكتاب بمشاركة 355 دار نشر من 29 دولة عربية وأجنبية تحت شعار "نحو مجتمع واع" باعتبار الثقافة قدرها أن تقود مختلف القاطرات في القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية وغيرها، ومن هنا تأتي رؤية وزارة الثقافة والرياضة كما وصفها وزيرها الشاب سعادة صلاح بن غانم العلي القيمة السامية للقراءة كونها تعد أهم الأدوات التي تستخدم لزيادة الوعي عند المجتمع. معرض الدوحة للكتاب استطاع أن يرسخ حضوره طوال السنوات الـ 28 من عمره على الساحة الثقافية المحلية والعربية والدولية، ووزارة الثقافة في نهجها الحديث فتحت مساحات واسعة لتأكيد مبدأ الحرية على كافة الإصدارات كمبدأ راسخ في الدولة، ولم تفرض رقابة على الفكر في المعرض، إلا في حالات تعرض الكاتب إلى ازدراء الأديان، أو التحريض على العنصرية، أو الفكر المتطرف. بطبيعة الحال كان التساؤل مطروحاً لدى المثقفين بصورة عامة أنه كيف سيقام معرض الدوحة هذا العام في ظروف الحصار الجائر المفروض من دول الحصار على دولة قطر، وما شهدناه من تدفق الجمهور من مختلف الفئات والأعمار دل على أن قطر لا تنظر إلى الخلف فأمامها التزامات أخلاقية وأدبية يجب تحقيقها، وهو ما يؤكد أن الثقافة بعيدة كل البعد عن الخلافات السياسية بين الدول، فغياب دور نشر سعودية أو بحرينية أو إماراتية أو مصرية لا يضر من أمر المعرض شيئاً، ولا يثني جمهور الكتاب عن تجديد عهده مع هذا المعرض العريق والمتأصل في الثقافة القطرية. إقامة معرض الدوحة وسط هذه الظروف أثبت نجاحنا وفشل دول الحصار من التأثير على مسيرة قطر في كل المجالات، فالمبدأ هو أن الثقافة فوق أي خلافات أو أزمات سياسية مهما كانت بين الأشقاء، فهذه الأزمة المفتعلة كانت غائبة من بداية المعرض حتى اختتامه ولمسنا بوضوح زيادة حجم دور النشر المشاركة، بل وفي حجم الإنتاج، فشبابنا خلقوا من هذه الأزمة أكبر تحد وهمة تجلى في زيادة الإنتاج الفكري والمعرفي للقطريين والمقيمين على أرض قطر، وتابعنا على الواقع تدشين أكثر من 150 كتاباً. كان لمرشح قطر المستحق لرئاسة اليونسكو للدورة القادمة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري رأي صريح خلال تجواله في معرض الدوحة، فقال حول هذا الخصوص: "إن العالم بأكمله رأى أمراً جديداً لم تتعود عليه العلاقات الدولية وهي المقاطعة الثقافية، علماً أن العالم مر بحروب وصراعات وأزمات، لكن بقيت الثقافة والفن فوق كل هذه الأزمات وأبدى استغرابه للجوء دول الحصار إلى المقاطعة الثقافية وهو ما يعتبر أمراً جديداً وخطيراً وغير مقبول نهائياً". حفل معرض الدوحة للكتاب بمضامين وأفكار من المبدعين والمثقفين الذين توافدوا على أروقة المعرض للمشاركة في هذا الحدث الثقافي الكبير، وقد أتاح المعرض فرصة للجميع لاقتناء الكتب القيمة من دور نشر عربية وعالمية، كما أتيحت الفرصة للمشاركة في الندوات الفكرية من كبار الأدباء والشعراء والمثقفين الذين شاركوا في حفلات التوقيع أو الندوات الفكرية. شهد معرض الدوحة الدولي للكتاب هذا العام حضوراً فاق كل التوقعات، وبددت الأعداد الغفيرة من الزوار من مختلف الأعمار والجنسيات رهانات دول الحصار في ظل الأزمة المفتعلة وفي ظل الحصار الظالم، فهنيئًا للكتاب القطري والثقافة القطرية بعرسها الثقافي السنوي، الذي يعبر عن الروح القطرية الصامدة والمعطاءة، التي تستطيع أن تتغلب على الصعاب.. وسلامتكم. [email protected]