03 نوفمبر 2025
تسجيلتختتم اليوم في العاصمة السعودية الرياض، أعمال قمة مجلسنا الخليجي العزيز، حيث انعقاد دورته السادسة والثلاثين، من عمره المديد، بإذن الله، ولاشك أن استمرار مسيرته رغم التحديات والأخطار الجسام، يبعث على البشر والتفاؤل، ويدفعنا لتعزيز التلاحم والتكاتف بيننا؛ شعوباً وقادة. وليس بخاف ما يحيط بنا من ظروف، وأوضاع عصيبة، وأحداث غاية في التعقيد، مما يحتم علينا اتباع خطوات اكثر جدية ومصداقية، في التعامل مع مختلف الظروف والتغيرات. وكلما انتظم عقد دورة لمجلسنا المتماسك، فإن الأمل يحدونا مجددا إلى تحقيق ما لم يتحقق من قبل، وهنا لابد من مصارحة قادتناـ وفقهم الله ـ بأن عليهم التوصل الى قرارات عملية فعالة، ما زلنا ننتظرها على أرض الواقع، لتحقيق حلم وحدتنا الشاملة، فليس من الإيجابي المستحب، أن نكرر في كل دورة ما سبق أن طالبنا به القادة الموقرين، من تطلعات ومطالب مزمنة، تخصنا نحن مواطني مجلس التعاون الخليجي، الذين تهيأت لهم عوامل الوحدة والترابط، ما لم تتوافر لدى غيرهم من شعوب العالم شرقاً وغرباً، فلماذا تظل وحدتنا منقوصة أو مؤجلة؟! كنا ومانزال ندعو الى سوق مشتركة، وإلغاء كافة اشكال الرسوم الجمركية، وزيادة تسهيلات التنقل بين أقطار خليجنا العزيز، وتطبيق عملة موحدة، وبطاقة هوية خليجية، والمساواة التامة، وتكافؤ فرص التوظيف، وإجراءات الإقامة والتملك بين ابناء دولنا الحبيبة، وتجسيد مطلب خلجنة الإعلام، وإنشاء سكة حديد، تربط بين دول المجلس. ولابد من الإشادة بقرار جمع الكلمة، في توحيد مشاركة قواتنا المسلحة، في عملية عاصفة الحزم، للتصدي لكافة الاخطار والتهديدات المحدقة بدولنا، من كل حدب وصوب، ونأمل أن يصار إلى مثل هذا التحالف، لتخليص أهلنا في بلاد الشام الأبية، مما يلاقونه من صنوف الاضطهاد والتدمير، وقطع كافة العلاقات مع الدول والحكومات المتورطة في سفك دماء إخواننا في العقيدة والمصير المشترك، ونهيب بقادة دولنا الموقرين، أن يخرجوا بقرارات تاريخية كبرى، يحفظها لهم التاريخ، وتتغنى بها الأجيال من بعدنا، وهم يكملون مسيرة مجلسنا المباركة، فلم يعد مقبولا ان تتكرر ذات العبارات والبيانات الختامية، فلا يضاف إليها سوى تعديلات طفيفة، تبدو أحيانا بعيدة عن همومنا وقضايانا الراهنة، أو تأتي استجابة لضغوط خارجية، حان الوقت أن تتوقف، لنكون نحن أصحاب القرار والمبادرة، بما يحقق طموحات وتطلعات شعوب الخليج العربي المعطاء، وترسخ عناصر التلاحم والتكامل بيننا؛ قيادة وشعبا. سائلين المولى عز وجل أن يوفقنا، ويسدد خطانا، لما فيه الخير والرشاد.