26 سبتمبر 2025
تسجيلأول ما استمعت إلى أغنية سيرة الحب لأم كلثوم التي أطلقتها على ما أعتقد في منتصف الستينيات من كلمات مرسي جميل عزيز وألحان بليغ حمدي لفتت تفكيري كلمة "سيرة" فقمت بجميع تجلياتها، سرير، سير، مسير، سيرورة، هل الحب سرير؟ أم مسير؟ أم سيرورة؟ كانت جديدة على سمعي ارتباطاً بالحب، كنا نعايش في ذلك الزمن سير الأبطال، وسيرة الصالحين، سيرة الآباء والأجداد، لم يكن الحب في وعينا إلا حب الزواج، كيف يكون للحب سيرة، تحكى وتُغنى؟ كنت أعتبرها نوعاً من الفراغ رغم اللحن الجميل، والأداء الرائع، كنت أنتشي مع الأطلال وهذه ليلتي، أنا الذي كنت كذلك اعشق رباعيات الخيام وقصة الأمس، فخامة في المعنى وفي الكلمة، هناك اغنيات بالاضافة الى سيرة الحب رغم شعبيتها إلا أنها ليست بذاك العمق الوجودي، مثل أنت عمري. أنت الحب، أمل حياتي، إلا أنني اكتشفت مؤخرا ان سيرة الحب هي كل هذه النصوص مجتمعة، هي فترة من فترات الظل الذي يمر بها المجتمع، حين يشيد ابنيته الكبرى فناً وذوقاً وغناءً، فيحتاج بعد ذلك الى راحة أو استراحة تحكي قصة الانسان، الرمزية، فترة تصفيق وابتهاج، وموسيقى وصخب، الا انني اعترف الان ان الانسان هو الانسان يحتاج الى بناء الروح كما يحتاج الى انسياب العاطفة، في جديتي مواجهاً الحياة استوقفني كثيراً مقطع: لا تشغل البال بماضي الزمان ولا بآتي العيش قبل الأوان، ويستوقفني اليوم في اشفاقي من تقدم العمر مقطع: في الدنيا ما فيش أبدا أبدا أحلى من الحب نتعب نغلب نشتكي منه لكن بنحب، إنها ليست سوى محاولات الإنسان للإفلات من قبضة الزمن.