23 سبتمبر 2025

تسجيل

الخطاب السامي ودلالات المضمون

10 نوفمبر 2019

لم يخرج خطاب صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في افتتاح الدورة الثامنة والأربعين لمجلس الشورى كعادته عن النطاق الانساني والسياسي والاقتصادي، المركّزات الأساسية للعمليةالتنموية التي تهدف لها الدولة لتحقيق رؤيتها الوطنية لعام 2030، متى استقام مسارها، تحققت أهدافها التنموية المستقبلية الصحيحة، خطاب استثنائي شامل، الشفافية والوضوح والمصداقية ديدنه، الأسس الأخلاقية استراتيجيته، لذلك أشاد الجميع بما جاء في الخطاب من كلمات لامست السياسة وكيفية التعامل معها ومع منغصاتها، بكل هدوء، ورد الفعل المتزن على تداعياتها، بلا تشنج ولا تزييف للحقائق، والأزمة الخليجية مثال للسياسة البعيدة عن التشنج والانفعال بالحوار المباشر، والنهج السديد الهادئ والحازم في كيفية ادارة الأزمات والتي رسخت المفاهيم والقيم الأخلاقية جعلت قطر نموذجاً مثالياً مما أكسبها تعاطفاً وتأييداً وترابطاً عالمياً، كما عزّز إنجازاتها داخليا وخارجيا، كما قال في خطابه «في ظل الظروف التي تعرفونها تعزّزت حصانة اقتصاد قطر من الهزات الخارجية، وازداد اعتمادنا على ذاتنا، وترسخت الروابط مع حلفائنا أكثر مما كانت، وتطورت علاقاتنا مع معظم دول العالم». كما لامس الخطاب الاقتصاد الذي يعتبر الشريان الرئيسي للعملية التنموية وسريانها، والذي لولا النمو والانتعاش الذي طرأ عليه لما توسعت الإنجازات. وتنوعت المشاريع، وارتفعت الصادرات، وتحسنت المنتجات، وازدادت المصانع، والتي نلمسها اليوم في الواقع المجتمعي، فمع الحصار الحاقد المبيت على قطر لا يغيب عنا ما حققته قطر من إنجازات اقتصادية لتجاوز قيوده التي فرضتها دوله الأربع بإغلاق منافذها التجارية براً وبحراً وجواً، والتي كانت منفذا لشق الطريق أمام تفعيل الاعتماد الذاتي على المنتجات المحلية بكل مجالاتها، لتحقيق الأمن الغذائي وتشجيع القطاع الخاص، فارتفعت صادرات قطر بنسبة 18% خلال العام الماضي، وازدادت المصانع بنحو 14%، كما جاء في خطاب سموه الشامل: «وكما تشير التقارير الى تقدم ملحوظ في مجال التنوع الاقتصادي، وتشجيع القطاع الخاص، وزيادة القدرات الإنتاجية لمحطات التوليد الكهربائي، وتأسيس منظومة إنتاج زراعي وحيواني وسمكي متطورة»، وما زالت الإنجازات الاقتصادية ممتدة وقائمة. أما الجانب الانساني فهو محور جميع خطابات سموه، باعتباره أساس التنمية، والمحرك الرئيسي في تفعيل انجازاتها ومشاريعها باختلاف مجالاتها، والمشارك في أمنها واستقرارها والوقوف في مواجهة التحديات والأزمات التي تتعرض لها. وأشاد سموه بدور الانسان، المواطن والمقيم في دفع عجلة التنمية، كما هي إشادته في وقوفهما في مواجهة الحصار الجائر، كما أن المواطنة ليست حقوقا وواجبات انما تتجاوز ذلك الى العمق الأخلاقي والسلوكي الذي يحمله المواطن في داخله ويترجمه في واقعه المجتمعي، الذي يحتاج الوطن وفِي مثل هذه الظروف المحيطة بِنَا من أطماع داخلية وخارجية، ومن متغيرات طرأت على البنية الانسانية والمجتمعية نتيجة تعدد الأفكار والثقافات والديانات وغيرها الى مرصد انساني وطنيّ قائم على الإخلاص والثقة والأمانة والجدية في مواجهة كل من يشوه القيم المجتمعية، وكل من يستغل مقدرات الوطن، وكل من يشوّه سمعة الوطن، فالوطن أمانة، والوظيفة أمانة، وموروثاتها أمانة، وقيمها الدينية أمانة، لذلك أشار سموه في خطابه قائلا «إن المواطنة تشمل حقوقاً وليس استحقاقات، وهي ليست عبارة عن حقوق فقط، بل هي مسؤوليات وواجبات، وأولها العمل بإخلاص وإتقان كل في موقعه، فكل موقع مهم»، وأضاف «إن الحقوق ليست امتيازات، أو شعورا بالتفوق ناجماً عن الهوية، أو بالتعالي على الآخرين، فالتواضع دليل الثقة بالنفس، واحترام الآخرين من احترام الذات، ومسؤوليات المواطنة تتطلب تقدير من كدّ في بناء هذا الوطن بما في ذلك إخواننا المقيمون». خطاب شامل دعامته القيم والأخلاق، منهجه الاستقلالية والسيادة في اتخاذ القرارات دون املاءات، أهدافه بناء الانسان والوطن بالأخلاق والقيم. حفظ الله الوطن بقيادة سمو الأمير، وجعل الأمن والاستقرار والبناء وتيرة للوطن لا ينقطع نبضها. [email protected]