12 سبتمبر 2025
تسجيلنال خطاب سموه في افتتاح دور الانعقاد الرابع والأربعين لمجلس الشورى بمقر المجلس، بتاريخ 3/11/2015 هزة قلبية ونفسية في قلب المجتمع القطري وناقوس الأمل والتفاؤل لكل مواطن ولفت الانتباه والانبهار في الأوساط العربية والدولية على خطاب تميز بالحكمة والاتزان وطرق في مضمونه العديد من القيم الإنسانية والاجتماعية والمجتمعية والسياسية ورؤية بعيدة المدى تحمل معها أصالة الماضي وبريق المستقبل في ضوء التحديات التي تواجهها قطر من مرحلة الانتقال في إطارها التنموي والاقتصادي ولا تستطيع أن تنطلق إلا من خلال قواعد أساسية وبنية قوية تحمل انطلاقة تحقيق رؤية الوطنية 2030 والتي شملت معاني وعبارات تحتاج إلى مئات من المقالات حتى نستطيع أن نحلل مدى رؤية سموه في خريطة المستقبل لدولة رغم صغر مساحتها وعدد سكانها إلا أنها صنعت المستحيل بقيادة رشيدة وبصمة عالمية في كل العالم من خلال حجم الإنجازات الاقتصادية والرياضية والسياسية التي حققتها في فترة قصيرة لم تستطع دول عظمى أن تجتازها ولكن حققتها قطر، وربما الرسالة الواضحة في الخطاب وجهت من رجل دولة تحلى بالقيم الإنسانية والأصالة لكل مواطن منا وحملنا العديد من الأدوار والمسؤوليات من خلال حديثه عن القيم والانتماء والمسؤوليات والمناصب ورؤية قطر وتمكين الشباب وترشيد الإنفاق وغيرها، ولو ألقينا الضوء هنا على مفاهيم القيم التي تحدث عنها ومنها قطر لها مبدأ ولم تتراجع عنه فهذا يدل على أن التحلي بالقيم الإنسانية والأخلاقية والاجتماعية سبب أساسي في نهضة أي مجتمع يسمو إلى أعلى درجة من النمو الفكري والثقافي والاقتصادي والتي لها دور أساسي في نهضة الدول العالمية لأنها ترسخت بالقيم والتي تحمي مجتمعاتها من الفساد الإداري والأخلاقي والاقتصادي وركز عليها سموه وربطها من جانب آخر بالانتماء والمواطنة ولا تستطيع أن تقدم ما تملكه من خبرات علمية وعملية وتخدم الوطن إلا إذا ملك المواطن قيم المواطنة الحقيقية وكيفية العطاء والتضحية من أجل رفعة الوطن وكل ذلك لن يتحقق إلا من خلال ترسيخ كافة معاني القيم الوطنية في نفوس الأجيال منذ الصغر وتعزيز هذه القيم من خلال الحرص على التعلم والتطوير والبناء وأن القضية ليست ترديد شعارات ورفع أعلام ونتداعى لحب الوطن ونحن لا نعمل ولا نجتهد كمواطنين وقياديين ومسؤولين وربما ربطها من زاوية في نفس الإطار الذي شمل خطابه وهي محاربة الفساد بكل ألوانه واستغلال المناصب من أجل مصالح شخصية تهدف فئات وشرائح معينة بالدولة وربما أثلج صدورنا وهو يتحدث وكأنه يشعر بالمعاناة التي يشعر بها الكثير منا وتولى العديد من القيادات وهم ليسوا أهلا لها ولكنه ملم بها وتناولها بصورة واضحة أطلقت حجم المسؤولية الكاملة في كل من يتولى أمرا لابد من ترسيخه لخدمة المواطن والوطن ويعود بالمنفعة العامة وليس الخاصة ولكننا ما زالنا نفتقر إلى عدد من المسؤولين في توليهم مناصب وكراسي ويفتقرون إلى مفاهيم الإدارة الناجحة والتي تحمل في مضمونها مفاهيم كثيرة لا بد أن يتحلى بها المسؤولون والقياديون بالدولة ومنها العلم والخبرة والدين والأخلاق والأصالة والمعاصرة والقدرة على فصل الأهواء الشخصية ومسؤولية الكرسي ومدى الوعي الكافي برؤية الدولة بعيدة المدى وتوظيفها بصورتها الواقعية من خلال البرامج والخدمات المقدمة للفئة المستهدفة وفجوة أخرى ما بين المسؤول والموظفين ورؤية الدولة وكيفية توظيف طاقات العاملين بالصورة الفعلية التي تتناسب مع رؤية القيادة وخط التنمية الذي تسلكه قطر وفجوة أخرى ما بين المسؤولين والفئات المستهدفة التي تقدم لها الخدمات وربما كل منا يلقي أخطاءه على الطرف الآخر ولكن النجاح ينسب لشخص واحد، ويكاد في كل دولة نسمع معاناتهم من الأمراء والرؤساء واضهادات الحكام وكبت الحريات ونحن في دولة وقيادة أوصلت شعبها إلى درجة من الرفاهية وأتاحت الفرص والمجال للجميع وربما التحديات التي نواجهها وما زلنا نواجهها من أنفسنا وحب الأنا والتكالب على المسميات والكراسي بدون إحساس بمسؤولية هذا الكرسي وكيف أسخره لخدمة مواطن ووطن ويليها ضعف النفوس وأصبحنا في دائرة ضيقة من التحرك للأمام فالقطري يحارب القطري خوفا على الكرسي وغير القطري لا يرغب في وجود القطري ويملأ المكان من نفس الجنسية لتأمين بقائه أكبر فترة ممكنة ومتاحة له، ويليها العديد من التخبطات الإدارية الداخلية واستخدام القانون بصورة تخدم مصالحهم، وبعيدة كل البعد عن تحقيق رؤية الدولة ورغم ذلك ضيق النفوس والعقول في وقت لم تبخل قطر في رفاهية المواطن القطري والمقيم وأصبح يتنعم بأعلى دخل اقتصادي في العالم ويليها الكرامة الإنسانية والاجتماعية في التعليم والصحة وغيرها في ظل تحديات سياسية محيطة بالمنطقة فقدت الأمن والاستقرار ولكن وفرتها لشعبها وما زالت تحتضنهم برعاية كريمة من قيادة رشيدة تحمل في قلبها مخافة الله والإحساس بمعاناة المواطن والمقيم ولذا نحن بحاجة ماسة إلى قوانين إنسانية تعزز مفاهيم القيم في نفوس القيادات والمواطن وكل من تولى أمرا من أمور الرعية وأخيرا :حفظك الله لنا يا تميم قطر وسر ونحن وراءك بالقلم والفكر والعمل .